عن حقائق الاعمال منبهة على عواقب الأمور، إذ منها الآمرات والزاجرات، ومنها المبشرات والمنذرات، وكيف لا تكون كذلك وهي من بقايا النبوة وأجزائها بل هي أحد قسمي النبوة، فان من الأنبياء صلوات الله عليهم من كان وحيه الرؤيا فهو نبي، ومن كان وحيه على لسان الملك وهو في اليقظة فهو رسول فقط، وهذا هو الفرق بين الرسول والنبي. وقد أخبرنا أبو علي حامد بن محمد ابن عبد الله الرفاء، قال أخبرنا محمد بن المغيرة، قال حدثنا مكي بن إبراهيم، قال حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا اقترب الزمان تكدرت رؤيا المسلم، أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاثة الرؤيا الصالحة بشرى من الله عز وجل ورؤيا المسلم التي يحدث بها نفسه ورؤيا تحزين من الشيطان فإذا رأى أحدكم ما يكره فلا يحدث به وليقم فليصل) وقال (أحب القيد وأكره الغل القيد ثبات في الدين) وأخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر. قال حدثنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضوان الله عليها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات
(٣٣)