والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين فعرف يعقوب تأويل الرؤيا وخشى عليه إخوته فالقمر أبوه والشمس أمه والكواكب إخوته فقال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا وذكر القصة إلى أن قال ورفع أبويه على العرش يعنى أجلسهما على السرير وآواهما إلى منزله وخر له أبواه وإخوته سجدا تعظيما له وكانت تحية الناس في ذلك الزمان السجود ولم تزل تحية الناس السجود حتى جاء الله تعالى بالاسلام فذهب بالسجود وجاء بالمصافحة، ثم إن يعقوب عليه السلام رأى في المنام قبل أن يصيب يوسف ما فعل إخوته وهو صغير كأن عشرة ذئاب أحاطت بيوسف ويعقوب على جبل ويوسف في السهل، فتعاورته بينهم فأشفق عليه وهو ينظر إليه من فوق الجبل، إذ انفرجت الأرض ليوسف فغار فيها وتفرقت عنه الذئاب، فذلك قوله لبنيه إني أخاف أن يأكله الذئب ثم قصة موسى صلى الله عليه وسلم، وهي ما ذكر وهب: أن فرعون حلم حلما فظع به وهاله، رأى كأن نارا خرجت من الشام، ثم أقبلت حتى انتهت إلى مصر، فلم تدع شيئا إلا أحرقته، وأحرقت بيوت مصر كلها ومدائنها وحصونها، فاستيقظ من نومه فزعا مرتاعا، فجمع لها ملا عظيما من قومه فقصها عليهم، فقالوا
(٣٨)