كأنهم خشب مسندة فصار الساجور والغل جميعا وكل واحد منهما تأويله نفاق وخيانة وكفر وهما في أمثال التأويل أقوى من القيد وحده وليس معه شاهد يقويه فهذا رجل يدعى إلى غير أبيه وإلى غير قومه ويدعى إلى العرب وليس منهم قالت المرأة إنا لله وإنا إليه راجعون وهكذا كل مسألة من الرؤيا معها شاهد أو شاهدان تدل على تحقيق التأويل كما قال الله تعالى يحكى رؤيا فرعون يوسف إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف إلى آخر الآية فالبقرات السمان هي السنون الخصبة والعجاف هي السنون الجدبة وقال وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات وهي السنون المسماة في تأويل البقرات ولكنها صارت شاهدات لتحقيق هذه السنين في البقرات كما صار الساجور شاهدا للغل بتحقيق الخيانة والكفر وليس نوع من العلم مما ينسب إلى الحكمة إلا يحتاج إليه في تأويل الرؤيا حتى الحساب وحتى الفرائض والاحكام والعربية وغرابتها لمعاني الأسماء وغيرها وما فيها من أمثال الحكمة وشرائع الدين والمناسك والحلال والحرام والصلاة والوضوء وغير ذلك من العلم والاختلاف فيه يقاس عليه ويؤخذ منه فيه فليكن ما في يدك من الأصول المفسرة لك أوفق عندك مما يأتيك به صاحب الرؤيا ليزيلك عنها وإن كان ثقة صدوقا عندك.
(٣٠)