فأجاز وصيته ولم نعلم أحدا أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس. قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه : فهذه الأخبار التي رويناها تدل على أن الرؤيا في ذاتها حقيقة وأن لها حكما وأثرا وأول رؤيا رؤيت في الأرض رؤيا آدم عليه السلام وهي ما أخبرنا به محمد بن عبد الله بن حمدويه قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال حدثنا عبد المنعم ابن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه قال: أوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام إنك قد نظرت في خلقي فهل رأيت لك فيهم شبيها قال لا يا رب وقد كرمتني وفضلتني وعظمتني فاجعل لي زوجا تشبهني أسكن إليها حتى توحدك وتعبدك معي، فقال الله تعالى له نعم فألقى عليه النعاس فخلق منه حواء على صورته وأراه في منامه ذلك وهي أول رؤيا كانت في الأرض فانتبه وهي جالسة عند رأسه فقال له ربه يا آدم ما هذه الجالسة التي عند رأسك فقال له آدم الرؤيا التي أريتني في منامي يا إلهي.
ومما يدل على تحقيق الرؤيا في الأصل أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم أرى في المنام ذبح ابنه فلما استيقظ ائتمر لما أمر به في منامه قال الله عز وجل حكاية عنه يا بني إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما علم إبراهيم عليه السلام