على قوة كل أصل منهما في أصول التأويل ثم خذ بأرجحهما وأقواهما في تلك الأصول. والثاني تأليف الأصول بعضها إلى بعض حتى يخلصها كلاما صحيحا على جوهر أصول التأويل وقوتها وضعفها وتطرح عنها من الأضغاث والتمني وأحزان الشيطان وغيرها مما وصفت لك أو يستقر عندك أنها ليست رؤيا ولا يلتئم تأويلها فلا تقبلها. والثالث شدة فحصك وتثبتك في المسألة حتى تعرفها حق معرفتها وتستدل من سوى الأصول بكلام صاحب الرؤيا ومخارجه ومواضعه على تلخيصها وتحقيقها وذلك من أشد علم تأويل الرؤيا كما يزعمون وفي ذلك ما يكون من العلم بالأصول وبذلك يستخرج ويتوصل العابر وإلا فالاقتداء بالماضين من الأنبياء والرسل والحكماء في ذلك أقرب إلى الصواب إن شاء الله فافهم وإن أردت أن تفهم وزن كلام الرؤيا في رجحان وزنه وخفته فاستدل ب مسألة بلغني فيها عن ابن سيرين أن امرأة سألته أنها رأت في منامها رجلا مقيدا مغلولا فقال لها لا يكون هذا لان القيد ثبات في الدين وإيمان والغل خيانة وكفر فلا يكون المؤمن كافرا قالت المرأة قد والله رأيت هذه الرؤيا بحال حسنة وكأني أنظر إلى الغل في عنقه في ساجور فلما سمع بذكر الساجور قال لها نعم قد عرفت الآن لان الساجور من خشب والخشب في المنام نفاق في الدين كما قال في المنافقين
(٢٩)