بطبعها بالعسر في المعاملة والخصومة عند المناظرة وإن كانت نخلة قضيت عليها بأنها رجل نفاع بالخير مخصب سهل حيث يقول لله عز وجل كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء يعنى النخلة وإن كان طائرا علمت أنه رجل ذو أسفار كحال الطير ثم نظرت ما طبعه فإن كان طاوسا كان رجلا أعجميا ذا جمال ومال وكذلك إن كان نسرا كان ملكا وإن كان غرابا كان رجلا فاسقا غادرا كذابا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ولان نوحا عليه السلام بعث به ليعرف حال الماء أنضب أم لا فوجد جيفة طافية على الماء فوقع عليها ولم يرجع فضرب به المثل وقيل لمن أبطأ عليك أو ذهب فلم يعد إليك غراب نوح وإن كان عقعقا كان رجلا لا عهد له ولا حفظ ولا دين قال الشاعر:
ألا إنما حملتم الامر عقعقا * له نحو علياء البلاد حنين وإن كان عقابا كان سلطانا محاربا ظالما عاصيا مهيبا كحال العقاب ومخاليبه وجثته وقوته على الطير وتمزيقه لحومها وينبغي لصاحب الرؤيا أن يتحرى الصدق ولا يدخل في الرؤيا ما لم ير فيها فيفسد رؤياه ويغش نفسه ويجعل عند الله تعالى من الآثمين، وروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لا رؤيا للخائف إلا ما يحب يعنى في تأويلها يفرج أمره وذهاب خوفه ومن الناس من برى أنه أصاب وسقا من