نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٩٨
من هو هذا الولي والمرجع الذي عينه الله؟
تقول الشيعة إنه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقد اختاره الله ليخلف نبيه بالولاية والمرجعية وكلف الله نبيه بأن يعلن هذا الاختيار الإلهي فأعلنه النبي أمام مائة ألف مسلم في حجة الوداع، وإنه تعالى أعلن إمامة الحسن من بعده، وإمامة الحسين من بعد الحسن، ورتبت الأمور بحيث يتعين كل واحد من الأئمة بنص من سبقه عليه ووصلوا إلى اثني عشر إماما، والإمام الثاني عشر هو المهدي عجل الله فرجه وهو الحاكم الشرعي لجمهورية إيران الإسلامية حسب منطوق المادة الخامسة من الدستور الإيراني، والإمام الفعلي في إيران ما هو إلا نائب للإمام الشرعي، يمارس أعمال الإمام والمرجعية نيابة عن صاحبها الشرعي حتى يظهره الله.
وكقاعدة، فإن عميد أهل بيت النبوة في كل زمان هو الإمام وهو الولي وهو المرجع حسب الشرع، وعمادة أهل البيت قائمة إلى يوم الدين، ولا تنقطع الذرية المباركة بالرغم من محاولات الحكام طوال التاريخ لإبادة هذه الذرية الطاهرة.
ما هو سبب عداء أهل السنة للشيعة؟
طالما أن أهل الشيعة على حق، فلماذا عاداهم أهل السنة؟ لأن ما تقول به الشيعة يسحب البساط من تحت أقدام الحكام، ويزيل مبرر وجودهم ويخلق المبرر لأعداء الحكام بأن يحلوا محلهم، ولأن الحكام لهم السيطرة الكاملة واقعيا على موارد الدولة وتتصرف بهذه الموارد كما تشاء من الناحية العملية، ولأن الحكام تحت إمرتهم جيوش تتقاضى رواتبها من الناحية العملية من الحكام وتتبع إرادة هذه الجيوش لإرادة الحكام، ولأن الحكام يملكون فعلا السيطرة على وسائل الأعلام، ولأن الشيعة كانوا حزب معارضة طوال التاريخ، لذلك نقم منهم الحكام وطاردوهم وصوروهم كأنهم شياطين وعصاة وخارجون على إجماع الأمة، ولم يكن أمام الأكثرية الساحقة من الأمة بديل سوى مجاراة الحكام، ولأن الشيعة لم تتح لهم الفرصة لعرض وجهة نظرهم بحرية، فقد قام الحكام بعرض وجهات نظر الشيعة بشكل محرف ومزور، وتناقلت الأمة وجهات النظر التي ذكرها أعداء الشيعة نيابة عنهم ولغايات تنفير الناس من الشيعة جيلا بعد جيل. واستقرت مزاعم الحكام عن
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331