مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٨٢
فإذا أباد معاوية المؤمنين الصادقين، تخلوا الساحة تماما " من الشهود، ويتمكن من محو آثار الجريمة، ومن خلال منهاجه التربوي والتعليمي الذي رسخه، والذي سيورثه للأجيال القادمة سيتمكن من تسويق مفهومه المصلحي للإسلام، وينجح المجرم بادعائه البراءة فهو يرتدي القفازات البيض، وتحت القفازات يد ملطخة بدماء الجريمة، ولكن العوام والسذج لا يرون إلا القفازات البيض.
إذا " ليلجأ المؤمنون إلى التقية بوصفها وسيلة شرعية لإنقاذ الأنفس والأموال، وليستروا على إيمانهم وولائهم وليبقوا وينتظروا الفرصة المناسبة لفضح الجرائم، ولتمزيق القفازات البيض حتى يرى الجميع ذات يوم اليد الملطخة بدماء أهل بيت النبوة وأتباع محمد المؤمنين الصادقين. وقد حققت التقية هذا الغرض، فلم يعد بإمكان أولياء معاوية وأمثاله في كل زمان أن يقولوا شيئا " من دون أن يجدوا من يقول الحق هكذا، وليس كما تقولون. وقد ساق القرآن الكريم نموذجا " حيا " متحركا " لمؤمن يكتم إيمانه في مجتمع صار قائده رمزا " للبطش والطغيان والإرهاب، وهو مجتمع فرعون فليس صدفة أن يذكر الله تعالى مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه.
التقية التي شرعها الله وبينها رسوله، صارت جريمة!
أولياء معاوية غاضبون جدا " من شيعة أهل بيت النبوة لأنهم أخذوا بالتقية التي شرعها الله تعالى وبينها رسوله الكريم، ولأنهم أخفوا ولاءهم لأهل بيت النبوة، ولم يجهروا بمحبتهم لأهل البيت عندما سألهم معاوية. وأولياؤه يرون أن عمل شيعة أهل بيت النبوة هذا فن من فنون الكذب والنفاق، وقد لعن الله الكاذبين، وجعل المنافقين في الدرك الأسفل من النار، وعليه فإن المسلمين الشيعة كاذبون ومنافقون لأنهم لم يكشفوا عن أنفسهم حتى يقتلهم معاوية ويهدم دورهم! وفي الوقت نفسه يشيدون ببطولة معاوية وعمق إيمانه لأنه صحابي جليل شاهد النبي وسمع منه، ويحكمون بكذب الذين والوا أهل بيت النبوة ونفاقهم مع أنهم أيضا " صحابة أجلاء شاهدوا النبي وسمعوا منه بل وحاربوا معاوية وأباه دفاعا " عن النبي!
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257