مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٧٩
مكرها ومضطرا " فلا إثم عليه وقد اشتهر بين المسلمين جميعا " حديث الرفع (رفع عن أمتي تسعة: الخطأ، والنسيان، وما أكرهوا عليه..).
لقد أجمع أهل بيت النبوة على جواز التقية ووجوبها أحيانا ". وإجماع أهل بيت النبوة حجة شرعية، لأنهم أحد الثقلين وأعدال الكتاب، والهدى لا يدرك إلا بالتمسك بالثقلين.
وأجمع المفسرون، من أهل السنة على ذلك (1) حيث نقل عن الحسن قوله:
إن (التقية جائزة للإنسان إلى يوم القيامة) أرجع إلى الآيات التي تناولت التقية، وارجع إلى تفسيرها في التفاسير التي ذكرناها على سبيل المثال ستخرج بقناعة تامة بأن هذا العدد الكبير من المفسرين قد أجمعوا على شرعية التقية، وأنها مبدأ إسلامي أصيل ولا يجادل في انتماء هذا المبدأ إلى دين الإسلام إلا جاهل. قال المراغي في تفسيره: (ويدخل في التقية مداراة الكفرة والظلمة والفسقة وإلانة؟؟؟
الكلام لهم والتبسم في وجوههم وبذل المال لهم، لكف أذاهم وصيانة العرض منهم. ولا يعد هذا من الموالاة المنهي عنها بل هو مشروع فقد أخرج الطبراني قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ما وقى به المؤمن عرضه فهو صدقة) (2).
الشيعة تستعمل حقها المشروع في التقية في عهد الخلفاء الثلاثة الأول، جمد التشيع تجميدا " كاملا "، وطمس الخلفاء وأولياؤهم جميع النصوص النبوية التي خصت عليا " بن أبي طالب بالولاية والإمامة من بعد النبي، والنصوص التي خصت أهل بيت النبوة بالقيادة والتميز وجعلتهم أحد الثقلين. وأبعد من ذلك فإنهم قد منعوا رواية الأحاديث النبوية وكتابتها

(١) راجع تفسير الرازي ٨ / ١٣، وتفسير الزمخشري / الكشاف ١ / ٤٢٢، وتفسير غرائب القرآن للنيسابوري ٣ / ١٧٨، بهامش تفسير الطبري، وتفسير الخازن ١ / ١٧٧، وتفسير النسفي بهامش تفسير الخازن ١ / ٢٧٧، وتفسير السراج المنير ٢ / ٢٦٣، وروح البيان لإسماعيل حقي ٥ / ٨٤، وجامع البيان للطبري ٣ / ١٥٣، وتفسير القرطبي ٤ / 57، وتفسير المراغي 3 / 136، وتفسير القاسمي.
(2) راجع تفسير المراغي 3 / 136.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 177 178 179 180 181 182 183 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257