وإيذائهم من دون وجه حق; دعا الله أن يجعل اللعن والسب والإيذاء زكاة لضحاياه وطهرا "!
ومن المؤكد أن الإنسان العادي يترفع عن سب الناس ولعنهم وإيذائهم دون سبب، فمن باب أولى أن يترفع عنه سيد ولد آدم ورسول البشرية كلها وخاتم النبيين، ومن شهد الله تعالى بعظمة خلقه في آية محكمة (وإنك لعلى خلق عظيم) [القلم / 4] ولا يخفى على كل مطلع أن هذا الجانب من شخصية الرسول من مبتدعات السياسية وتفصيل ذلك أن الذين أسسوا الدولة الأموية كانوا من أعداء الله ورسوله ومن الذين حاربوا رسول الله طوال 23 عاما " فلعنهم الله ورسوله، ثم أسلموا في ما بعد وقبضوا على مقاليد الأمور الإسلامية بالتغلب والقهر. ولإبطال مفاعيل اللعن الإلهي والنبوي لهم في نظر العامة اخترعوا هذا الجانب من شخصية الرسول، فبينوا أنهم كانوا ضحايا الغضب النبوي، وجزاهم الله بما صبروا الزكاة والطهور. وهكذا امتازوا عن أصحاب الحق الشرعي - أهل بيت النبوة - فأهل البيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "، والذين لعنهم رسول الله زكاهم ربهم بدعاء النبي، وطهرهم تطهيرا " أيضا ". وجاء فقهاء السلطة وأذكياؤها فأكدوا أن النبي جدير بهذا الخلق، فهو بشر (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي..) [الكهف / 110] وفعلت العادات ووسائل إعلام الدولة التاريخية الإسلامية فعلها، ونجحوا في تثبيت هذا الجانب المخترع من شخصية الرسول وإظهاره بمظهر الحقائق مع أنه ظلم واختلاف!
3 - روى البخاري، في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وكتاب الطب، باب هل يستخرج السحر؟ وكتاب الأدب، باب إن الله يأمر بالعدل، وكتاب الدعوات باب تكرير الدعاء، وروى مسلم في صحيحة باب السحر ما يلي:
(إن بعض اليهود سحر رسول الله حتى يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما فعله)!
لم تقع هذه الحادثة قبل البعثة! إنما وقعت والرسول يبلغ رسالات ربه!
وأثناء الدعم الإلهي المطلق له، وبعد نزول قوله تعالى: (ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) [النجم / 2 - 4] ومع هذا تستطيع حفنة من اليهود أن تسحر النبي، وأن تعوقه عن تبليغ رسالات ربه! وأن