مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٢٠
البلاد التي كان يحكمها الرسول، ومن الطبيعي أن شخصا " عاديا " لا يمكن أن يقع في هذا (المطب)! فكيف بنبي ورسول مرتبط بالله وبالوحي! ولكن هذه النزعة تتفق تماما " مع توجه الخلفاء وأعوانهم الرامي إلى إبطال مفاعيل الأحكام التي أعلنها الرسول والمتعلقة بشؤون الحكم وإدارة حياة المحكومين.
6 - جاء في بعض كتب الأحاديث (1) أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتب كل ما كان يسمعه من رسول الله، فذكر ذلك لبعض الصحابة فقالوا له:
تكتب كل شئ تسمعه من رسول الله مع أن الرسول بشر يتكلم في الغضب والرضى!؟... الخ فأنت ترى أن هذا الفريق من الصحابة يؤمن بأنه ليس كل ما يقوله رسول الله صحيحا "! وكيف يكون صحيحا " والرسول بشر يتكلم في الغضب والرضي! وبالرغم من أن الرسول قد أقسم لهم بأنه لا يخرج من فمه إلا الحق إلا أن عقيدتهم في هذه الناحية لم تهتز (2)! لذلك طلب أول الخلفاء رسميا " من الناس ألا يحدثوا عن رسول الله. وحتى الأحاديث التي كتبها بنفسه عن رسول الله قام بإحراقها احتياطا " لدينه واعتمادا " على القرآن لأن القرآن وحده يكفي (3)، وهكذا فعل الخليفة الثاني، والثالث (4) والأهم من ذلك أنهم قالوا للرسول وجها " لوجه: أن القرآن وحده يكفينا ولا حاجة لنا بوصاياك وكتبك (5) وهكذا تم إبطال كافة أقوال الرسول التي يرى الخليفة أنها غير مناسبة، أو التي تتعارض مع الواقع المفروض!!
وفي أحسن الأحوال صار الرسول مجتهدا " وصار الخليفة مجتهدا " (6). كل ذلك تحت شعار أن الرسول بشر، فلا ينبغي أن يعطي أكبر من حجمه الذي رسموه له!

(١) في سنن أبي داود ٢ / ١٢٦، وسنن الدارمي ١ / ١٢٥، مسند أحمد ٢ / ١٦٢ و ٢٠٧ و ٢١٦، ومستدرك الحاكم ١ / ١٠٥ و ١٠٦، وجامع بيان العلم لابن عبد البر ١ / ٨٥.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) راجع تذكرة الحفاظ للذهبي ١ / ٢ - ٣.
(٤) راجع كتابنا المواجهة مع رسول الله وآله (القصة الكاملة)، وكتابنا الإمامة والولاية.
(٥) راجع كتابنا نظرية عدالة الصحابة.
(6) وثقنا ذلك في كتابينا المواجهة مع رسول الله وآله (القصة الكاملة)، والوجيز في الإمامة والولاية
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257