تشكك بعقله ووعيه وتتحكم بإرادته وسلوكه! ويجدر بالذكر أن المشركين قد أشاعوا، في مكة، أن رسول الله رجل مسحور لذلك قال قائلهم: (إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا " مسحورا ") [الإسراء / 47] (وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا " مسحورا ") [الفرقان / 8] ولم يرو راو قط أن المشركين قد تشبثوا بهذه الشائعة بعد الهجرة. ومع هذا يؤكد البخاري ومسلم في صحيحيهما صحة واقعة سحر اليهود للرسول بعد الهجرة، وتأثير هذا السحر به لدرجة أنه كان يخيل إليه أنه قد فعل الشئ، مع أنه لم يفعله في الحق والحقيقة ولا تستغرب شيع أهل السنة ذلك، تحت شعار أن محمدا " بشر!
4 - وروى البخاري، في صحيحه، باب قول الله (وصل عليهم)، وكتاب الشهادات باب شهادة الأعمى ونكاحه، وروى مسلم في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب الأمر بتعهد القرآن عن عائشة ما يلي:
(أن النبي سمع رجلا " يقرأ في المسجد، فقال: رحمة الله أذكرني كذا وكذا، آية أسقطتها من سورة كذا...)!
وأنت ترى أن الرسول، حسب هذه الرواية، قد أسقط آية من سورة ولولا هذا الصحابي الذي ذكره بها لبقي الإسقاط المزعوم قائما "!
وهذا يتفق مع نزعة تقديس الصحابة، وتحجيم مكانة رسول الله خير البشر وسيدهم. وصولا " إلى إبطال الإلهية المتعلقة بنظام الحكم الذي بلغه رسول الله!
5 - روى مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب وجوب امتثال ما قاله شرعا " دون ما ذكره من معايش الناس... وسنن ابن ماجة باب تلقيح النخل ما يلي:
(أن رسول الله مر بقوم يلقحون النخل فقال: لو لم تلقحوها لصلح، فتركوا تلقيحها فخرج شيصا " فقال الرسول: (أنتم أعلم بشؤون دنياكم).
فأنت تلاحظ أن هذه الرواية تخرج رسول الله بالكامل عن التأثير عن مسيرة الأحداث الدنيوية، وتؤكد أن الناس أعرف بشؤون الدنيا من رسول الله! بل وتلقي ظلالا " على طبيعة شخصية الرسول كما أرادوها، فقد أفتى بشؤون الدنيا التي لا يعرفها، ونتيجة فتواه خرج النخل شيصا " وتدمر أكبر مورد من موارد الرزق في