أعني من الصحابة - كانوا يخالفون أوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبحضرته (1)، فلا غرابة في ترك أوامره بعد وفاته، وإذا كان أغلبهم يطعن في تأميره أسامة بن زيد لصغر سنه رغم أنها سرية محدودة ولمدة قصيرة فكيف يقبلون تأمير علي على صغر سنه ولمدة الحياة، وللخلافة المطلقة؟ ولقد شهدت أنت بنفسك بأن بعضهم كان يبغض عليا ويحقد عليه!!.
أجابني متحرجا: لو كان الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استخلفه، ما كان ليسكت عن حقه وهو الشجاج الذي لا يخشى أحدا ويهابه كل الصحابة.
قلت: سيدي هذا موضوع آخر لا أريد الخوض فيه لأنك لم تقتنع بالأحاديث النبوية الصحيحة وتحاول تأويلها وصرفها عن معناها حفاظا على كرامة السلف الصالح، فكيف أقنعك بسكوت الإمام علي أو باحتجاجه عليهم بحقه في الخلافة؟
ابتسم الرجل قائلا: أنا والله من الذين يفضلون سيدنا عليا كرم الله وجهه على غيره، ولو كان الأمر بيدي لما قدمت عليه أحدا من الصحابة، لأنه باب مدينة العلم وهو أسد الله الغالب، ولكن مشيئة الله سبحانه هو الذي يقدم من يشاء ويؤخر من يشاء، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
ابتسمت بدوري له وقلت: وهذا أيضا موضوع آخر يجرنا للحديث عن القضاء والقدر وقد سبق لنا أن تحدثنا فيه وبقي كل منا على رأيه، وإني لأعجب يا سيدي لماذا كلما تحدثت مع عالم من علماء أهل السنة وأفحمته بالحجة سرعان ما يتهرب من الموضوع إلى موضع آخر لا علاقة له بالبحث الذي نحن بصدده قال:
وأنا باق على رأيي لا أغيره. ودعته وانصرفت. بقيت أفكر مليا لماذا لا أجد