الذي كان يعي ثم يضيف طالبا من الحاضرين بأن يقبلوا ما يحدثهم به ولا يكلفوه ما يريد السكوت عنه.
ومع خوفه، ومع اختصاره للحادثة واقتضابها فقد أوضح زيد بن أرقم (جزاه الله خيرا) كثيرا من الحقائق وألمح لحديث الغدير بدون ذكره، وذلك قوله قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، ثم بعد ذلك ذكر فضل علي وأنه شريك القرآن في حديث الثقلين كتاب الله وأهل بيتي بدون أن يذكر اسم علي وترك للحاضرين أن يستنتجوا ذلك بذكائهم لأن كل المسلمين يعرفون أن عليا هو سيد أهل بيت النبوة.
ولذلك نرى حتى الإمام مسلم نفسه فهم من الحديث ما فهمناه وعرف ما عرفناه فتراه يخرج هذا الحديث في باب فضائل علي بن أبي طالب رغم أن الحديث ليس فيه ذكر لاسم علي بن أبي طالب (1).
5 - أخرج الطبراني في المعجم الكبير بسند صحيح عن زيد بن أرقم وعن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم تحت شجرات فقال:
" أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت، فجزاه الله خيرا. فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وأنا ناره حق، وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. فقال اللهم إشهد، ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ثم قال: يا أيها الناس إني فرطكم، وإنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض ما بين بصرى إلى