كما أخرج أحمد والترمذي وحسنه الحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عمرو قال: آخر سورة نزلت سورة المائدة (1).
وأخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب القرطني قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع، فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته، فانصدعت كتفها فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2).
وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسير في حجة الوداع وهو راكب راحلته، فبركت به راحلته من ثقلها (3).
وأخرج أبو عبيد عن ضمرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المائدة من آخر القرآن تنزيلا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها (4).
فكيف يقبل العاقل المنصف بعد كل هذا، ادعاء من قال بنزولها في أول البعثة النبوية؟ وذلك لصرفها عن معناها الحقيقي، أضف إلى ذلك أن الشيعة لا يختلفون في أن سورة المائدة هي آخر القرآن نزولا وأن هذه الآية بالذات (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك...) والتي تسمى آية البلاغ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة عقيب حجة الوداع في غدير خم قبل تنصيب الإمام علي علما للناس ليكون خليفته من بعده وذلك يوم الخميس، وقد نزل بها جبرائيل (عليه السلام) بعد مضي خمس