ولكنه اختصره فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال:
" أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي... " (1).
تعليق - بالرغم من أن الإمام مسلم اختصر الحادثة ولم يروها بكاملها إلا أنها بحمد الله كافية وشافية ولعل الاختصار كان من زيد بن أرقم نفسه لما اضطرته الظروف السياسية إلى كتمان حديث الغدير وهذا نفهمه من سياق الحديث إذ يقول الراوي: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا بن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما...
فيبدو من سياق الحديث أن حصينا سأل زيد بن أرقم عن حادثة الغدير وأخرجه أمام الحاضرين بهذا السؤال وكان بدون شك يعلم بأن الجواب الصريح على ذلك يسبب له مشاكل مع الحكومة التي كانت تحمل الناس على لعن علي بن أبي طالب، ولهذا نجده يعتذر للسائل بأنه كبرت سنه وقدم عهده ونسي بعض