هذا الوجود خلف الستار. إلا أن تلك الفلول المهزومة لم تتفاعل مع روح الرسالة ولم يتغلغل الإسلام في أعماقها فظلت تختزن الماضي، وتحمل الأحقاد على الرسول القائد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الطليعة التي حققت الانتصار معه صلى الله عليه وآله وسلم وحطمت كبرياءهم وسيادتهم، لا سيما ابن عمه، زوج ابنته، علي بن أبي طالب كما حملوا العداء ذاته لذريته من بعده.
3 - إعادة تنظيم الصفوف: بعد مرحلة السقوط والتواري عن مسرح الأحداث والابتعاد عن الأضواء والواجهة الاجتماعية الذي فرضه الأمر الواقع على الخط الأموي والذي استمر إلى ما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعدد من السنين، إذ لم يستطع الوجود الأموي أن يسجل أي حضور في أحداث السقيفة والنزاع على الخلافة لسقوطه من الاعتبار الاجتماعي آنذاك، عدا محاولة أبي سفيان مع الإمام علي التي حاول فهيا التأليب ودفع الموقف إلى المواجهة المسلحة بين المسلمين يوم قال لعلي عليه السلام: " إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم... ثم قال لعلي:
" أبسط يدك أبايعك فوالله لئن شئت لأملأنها عليك خيلا ورجالا فأبى عليه السلام " (1).
ثم زجره قائلا: " والله ما أردت بهذا إلا الفتنة، وإنك والله طالما بغيت للإسلام شرا، ولا حاجة لنا في نصيحتك " (2).
وكان المسلمون الأولون يشعرون بأن الوجود الأموي سيعمل على