دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٨٦
- أن هذا الثوب يصلح للرجال والنساء..
- أن الرسول أمر الصحابي أن تختمر زوجته بهذا الثوب الشفاف شريطة أن ترتدي تحته ما لا يصف جسدها..
وهذا كله يشير إلى مرونة الرسول (ص) في مسألة اللباس وقبوله مشاركة النساء للرجال في نوع اللباس. كما أنه يشير إلى حقيقة هامة وهي أن مثل هذا الثوب الشفاف كان معروفا في المدينة وترتديه النساء ولعلهن أسرفن في لباسه مما اعتبر صورة من صور التبرج الفاضحة التي استدعت نزول آيات الحجاب وارتداء النسوة الخمر وضربها على الجيوب (أي الصدور) من ثياب ثقيلة لا تشف ولا تجسم..
والرواية الثالثة تكشف لنا أن هناك حالة من التنازع في الزينة بين المرأة والرجل في محيط اللباس. فكانت النسوة يرتدين السراويل والنعال ويضعن على رؤوسهن ما يشبه عمائم الرجال..
يروى أن رسول الله (ص) دخل على أم سلمة وهي تختمر فقال: " ليلة لا ليتين " (1)..
أي لا تلف الخمار حول رأسها إلا مرة واحدة لا مرتين كما يفعل الرجال..
ويروى عن عائشة أنها سألت: المرأة تلبس النعل. فقالت: لن رسول الله الرجلة من النساء (2)..
ومثل مسألة ارتداء النساء نعال الرجال تكشف لنا أن المرأة كانت تكشف قدميها ومما سبق ذكر يمكن القول إن تلك الروايات التي استند إليها فقهاء التحريم لا تفيد بالضرورة هذا الحكم ولا تقطع به وذلك من وجوه عدة:
أولا: أن ما فعلته نساء الأنصار بنفسها بعد نزول آية الحجاب مجرد اجتهاد شخص وليس دليلا على وجوب ستر الوجه واليدين..

(1) أبو داود كتاب اللباس.
(2) المرجع السابق..
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست