دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٨٥
ويروى أن رسول الله (ص) أتى بقباطي. فأعطى منها قبطية لأحد أصحابه وقال له: اصدعها صدعين فاقطع أحدهما قميصا وأعط الآخر امرأتك تختمر به.
فلما أدبر قال له الرسول: " وأأمر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها " (1)..
ويروى: لعن رسول الله الرجل يلبس لبس المرأة. والمرأة تلبس لبسة الرجل (2)..
ومن الرواية الأولى تتضح لنا الحقائق التالية:
- أن أم سلمة تستشير الرسول في أن تطيل ثوبها فيجيبها بأن تطيله شبرا..
- أن أم سلمة استدركت على الرسول أن الشبر لا يكفي لستر الساقين..
- أن الرسول تراجع عن رأيه وقال بذراعا بدلا من الشبر..
ومن الحقيقة الأولى يتبين لنا أن اللباس الخاص بالمرأة مسألة اختيارية وليست محددة في هيئة خاصة. كما يتبين لنا أن الرسول لا علم له بلباس النساء وما يحقق الستر لهن وما لا يحققه وهو ما يؤكده توجيه أم سلمة له. كما يتبين لنا أيضا بالتأمل أن كشف جزء من الساق كان عادة سائدة من قبل النساء وهو ما يوحي به قولها: إذا ينكشف عنها..
ومن الحقيقة الثانية يتبين لنا أن مسألة ستر الساقين ليست ذات أهمية شرعا ولو كانت كذلك ما قال الرسول: " ترخي شبرا ".
ومن الحقيقة الثالثة يتبين لنا أن تراجع الرسول يفيد عدم التشدد في مسألة اللباس ومرونته تجاه هذه المسألة..
وإذا كانت هذه الاستنتاجات لا ترضي القوم وتخالف المألوف فهذا يضعنا بين أمرين:
إما أن نرفض الرواية..
وإما أن نقبلها على ما فيها من مساس بشخص الرسول واتهامه بالجهل والتهاون..
أما الرواية الثانية فتكشف لنا الحقائق التالية:
- أن الرسول أهدى واحدا من أصحابه ثوبا شفافا (القباطي)..

(1) المرجع السابق..
(2) المرجع السابق..
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست