أما أصحاب الاتجاه المتشدد الذي يلصق بالرسول التحريم فيتجه إلى أن الزينة المقصودة هنا ليست هي الوجه والكفين وإنما هي زينة المرأة الخارجة عن أصل خلقتها والتي لا يؤدي النظر إليها رؤية شئ من بدنها مثل الثياب أو الحلي.
وقد اعترف إمام التشدد والذي تتعبد بأقواله التيارات الإسلامية والإتجاه الوهابي عموما بأن الزينة في هذه الآية تنقسم إلى قسمين:
زينة ظاهرة وقد تنازع فيها السلف على قولين:
قال ابن مسعود ومن وافقه هي الثياب..
وقال ابن عباس ومن وافقه هي ما في الوجه والكفين مثل الكحل والخاتم.
ثم علق على هذا الكلام بقوله: وحقيقة الأمر أن الله قد جعل الزينة زينتهن زينة ظاهرة. وزينة غير ظاهرة. وجوز لها - أي المرأة - إبداء زينتها الظاهرة لغير الزوج وذوي المحارم. وأما الباطنة فلا تبديها إلا للزوج وذوي المحارم (1)..
ويبدو من خلال الروايات التي عرضنا لها بخصوص كشف المرأة لوجهها وكفيها أن النساء كن يتجاوزن هذا الكشف ويكشفن المزيد من جسدهن مثل الصدر والرأس والسيقان والذراعين وهذه هي صورة التبرج التي نزلت الآيات بخصوصها..
ويبدو أيضا أن لباس المرأة في تلك الفترة لم يكن مثيرا وشاذا كما هو الحال في صورة اللباس المعاصرة. فقد كانت المرأة ترتدي الجلاب وهو لباس طويل واسع يغطي معظم جسدها. ويطلق على الجلباب أيضا اسم الملاءة ويسميه البعض الرداء ويطلق عليه العامة اسم الإزار..
يروى أن أم سلمة زوج النبي (ص) قالت له حين ذكر الإزار. فالمرأة يا رسول الله؟ قال: ترخي شبرا. قالت أم سلمة: إذا ينكشف عنها. قال: فذراعا لا تزيد عليه (2)..