دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٩٠
والفائدة الوحيدة التي يمكن تحصيلها من وراء رواية النهي عن السفر بالمصحف هي إثبات أن القرآن كان موجودا في زمن الرسول ومكتوبا وهو ما يناقض عقيدة القوم من الفقهاء والمحدثين والتي تنص على أن القرآن لم يكن مجموعا في زمن النبي ومات وهو على هذا الحال من التفرق في صدور الناس.
وهو ما يؤدي إلى إحراج الشيخين - أبو بكر وعمر - اللذين تصديا لجمع القرآن بعد وفاة الرسول..
ويروى عن السول (ص): " نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة (1)..
ويروى: لعن رسول الله (ص) زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج (2)..
ويروى: لعن رسول الله زوارات القبور (3)..
ويبدو من الرواية الأولى أن الرسول (ص) كان قد نهى عن زيارة القبور ثم رجع عن ذلك وأباحها بهدف العظة والتذكرة.. وهذه الإباحة تشمل الرجال والنساء فالخطاب الشرعي لا يخص الرجل وحده. فإذا تبين لنا ذلك فما معنى الرواية الثانية التي تلعن زائرات القبور؟
والإجابة تفرض علينا إما أن نأخذ برواية الإباحة. وإما أن نأخذ برواية النهي.. فكلا الروايتين محل تصديق الرواة والفقهاء رجحوا رواية الإباحة واعتبروا رواية النهي منسوخة وبهذه الطريقة تم حل التناقض بين الروايتين..
قال السيوطي: كان ذلك حين النهي ثم أذن لهن حيث نسخ النهي. وقيل

(1) أبو داود. كتاب الجنائز..
(2) المرجع السابق..
(3) ابن ماجة. باب النهي عن زيارة النساء القبور. وهذه الرواية تثير الشك في الإضافة التي لحقت بالرواية التي سبقتها والتي تتعلق ببناء المساجد على القبور وإنارتها..
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست