دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٨٠
ثانيا: إن هناك الكثير من حوادث السب التي وقعت بين الصحابة ولم يقل فيها الرسول (ص) هذا الكلام. ومنها حادثة سب أبو بكر لعمر..
روي أن أبا بكر جاء الرسول شاكيا من عمر بقوله: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شئ فأسرعت إليه - أي تتطاولت عليه - ثم ندمت. فسألته أن يغفر لي فأبى علي. فأقبلت إليك (1)..
ثالثا: أن معاوية فتح باب سب الإمام علي على المنابر ولم يعترض عليه أحد من الصحابة والتابعين ولم يواجهوه بأمر النهي المنسوب للرسول..
رابعا: أن الفقهاء عند تناولهم لهذه الرواية يربطونها بالمعارك التي وقعت بين الصحابة. وهم بذلك يقصدون سد باب الطعن والهجوم في العناصر التي شاركت في وقعة الجمل مع عائشة أو التي شاركت في وقعة صفين مع معاوية والهدف من ذلك هو الحفاظ على صورة عائشة ومعاوية وابن عمر وعمرو بن العاص وأبو هريرة والمغيرة بن شعب وأنس بن مالك وغيرهم ممن ساند معاوية والخط الأموي وأسهم في رواية هذا الكم الهائل من الروايات المنسوبة للرسول..
ومن صور التحريم التي نسبت إلى الرسول (ص) والتي تدور في محيط العادات تحريم كشف المرأة وجهها ويديها..
يروى عن عائشة قولها إن نساء الأنصار لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجور أو حجوز فشققنهن فاتخذنه خمرا (2)..
ويروى عن أم سلمة قالت: لما نزلت يدنين عليهن من جلابيبهنز خرج نساء الأنصار كان على رؤوسهن الغربان من الأكسية (3)..
ويروى عن عائشة قولها: يرحم الله نساء المهاجرات الأول. لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن أكنف مروطهن فاختمرن بها (4)..

(١) البخاري كتاب فضائل الصحابة باب فضل أبو بكر..
(2) أبو داود. كتاب اللباس.
(3) المرجع السابق.
(4) المرجع السابق.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست