دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٩٧
نزل القرآن على الرسول (ص) بقوله تعالى: (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير).
فهل ناقض الرسول هذا النص في أقواله وتوجيهاته..؟
إن التعمق في دراسة شخصية الرسول ودوره سوف يقودنا إلى الإجابة بالنفي. لكن التعمق في كم الروايات المنسوبة للرسول ومباركة الفقهاء لها يقودنا إلى القناعة بأن الرسول قد خالف هذا النص وناقضه وهذا هو الطرح الذي ساد الأمة برعاية الأحكام وأهل السنة ومن تجاوزه كان يرمى بالكفر والزندقة ويهدر دمه..
هذا الطرح هو الذي أطلق عليه عقيدة السلف أو عقيدة الفرقة الناجية من النار وتحت هذه المسمى أمكن جذب الجماهير المسلمة لتنطوي تحت راية هذه العقيدة وتتعصب لها وتسهم مع الحكام والفقهاء في تصفية واستئصال الرافضين لها من الشيعة والمعتزلة ومن أسموهم بالجهمية..
ولما كانت الأمة قد عبدت للروايات وأقوال الرجال كان من السهل على الحكام والفقهاء استقطابها وتذويبها في دائرة هذه العقيدة التي تقوم على الروايات وأقوال الرجال..
جاءت الروايات لتجعل لله سبحانه عينا ويدا ورجلا وتجعله يهبط ويصعد ويضحك ويغار وتمكن رؤيته. وأن مكانه في السماء فوق العرش وأنه يتكلم وقد خلق آدم على صورته وأنه يكشف عن ساقه يوم القيامة. ويمسك الأرض على إصبع والسماء على إصبع.. إلى آخر هذه الروايات..
وجاء الفقهاء ليقوموا بدورهم في إضفاء الشرعية عليها مع تحذير المسلمين من الضلال والهلاك في حالة الانحراف عن هذه الروايات واتباع أهل الزيغ والضلالة من الاتجاهات الأخرى..
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست