حقيقة الشيعة الإثني عشرية - أسعد وحيد القاسم - الصفحة ٦٥
قالت لعبيد الله بن كلاب الذي أخبرها بذلك: " والله ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك، ويحك أنظر ما تقول " فقال لها عبيد: هو ما قلت لك يا أم المؤمنين. فولولت، فقال لها: ما شأنك يا أم المؤمنين، والله ما أعرف أحدا أولى بها منه، فلماذا تكرهين ولايته؟ وصاحت أم المؤمنين:
ردوني، ردوني. فانصرفت إلى المدينة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوما، والله لأطلبن بدمه! فقال لها عبيد: ولم؟ فوالله أول من أحال صرفه لأنت، فقد كنت تقولين " اقتلوا نعثلا فقد كفر "، قالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه، وقد قلت وقالوا، وقولي الأخير خير من قولي الأول، فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد واجتمع الناس إليها وقالت: يا أيها الناس، إن عثمان قتل مظلوما، والله لأطلبن بدمه (١).
وقد وافق غضب أم المؤمنين عائشة غضب طلحة والزبير بعد أن استرد الإمام علي عليه السلام عهد ولايتي اليمن والبحرين منهما، فنكثا عهديهما للإمام علي عليه السلام، وذهبا إلى مكة يحثون أم المؤمنين للسير إلى قتال علي، فخرجوا وقد سار معهم جيش كبير بقيادة أم المؤمنين متوجهين نحو البصرة حيث دارت رحى معركة عرفت باسم (معركة الجمل)، وقد كان الظفر فيها بجانب جيش الإمام وقتل فيها طلحة والزبير وثلاثة عشر ألفا من المسلمين، وكل هؤلاء ذهبوا ضحية دعوة أم المؤمنين بالاقتصاص من قتلة عثمان والذين ادعت أنهم اندسوا في جيش الإمام.
ومهما يكن الأمر، أولم يكن الأجدر بها أن تدع كل ذلك لولي الأمر؟
وخصوصا أن الله تعالى أمرها ﴿وقرن في بيوتكن﴾ (2). وما هي وذاك؟
فعثمان رجل من بني أمية، وهي من تيم. إلا إذا كان لخروجها سبب آخر غير ذلك!؟
وبالرغم من أن واقع هذه الحادثة يجيب على هذه التساؤلات بوضوح

(١) الطبري ج ٥ ص ١٧٢، ابن الأثير وابن سعد.
(٢) الأحزاب: ٣٢.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المؤلف 7
2 المقدمة 11
3 الفصل الأول: الإمامة 19
4 نصوص الإمامة 21
5 أولا: الأدلة في إثبات إمامة أهل البيت (ع) 21
6 من هم أهل البيت؟ 23
7 شواهد إضافية على عصمة أهل البيت 27
8 ثانيا: الأدلة في إثبات عدد الأئمة (خلفاء الرسول (ص)) 30
9 ثالثا: الأدلة في استخلاف علي بن أبي طالب (ع) 34
10 شواهد إضافية على استخلاف علي (ع) 36
11 مخالفة جمهور المسلمين لنصوص الإمامة 41
12 أولا: منع بعض الصحابة رسول الله (ص) من كتابته للوصية 42
13 ثانيا: تخلف بعض الصحابة عن بعثة أسامة وطعنهم في إمارته 46
14 ثالثا: أحداث السقيفة وبيعة أبي بكر 47
15 هل ألمح الرسول (ص) باستخلاف أبي بكر؟ 52
16 غضب فاطمة (ع) 53
17 هل ماتت فاطمة (ع) ميتة جاهلية؟ 57
18 رابعا: استخلاف عمر 59
19 خامسا: استخلاف عثمان 60
20 مقتل الخليفة عثمان 62
21 بيعة الامام علي (ع) 64
22 سادسا: موقعة الجمل وخروج أم المؤمنين 64
23 أسطورة عبد الله بن سبأ 67
24 سابعا: موقعة صفين وتمرد معاوية 69
25 ثامنا: استشهاد الإمام علي (ع) 74
26 تاسعا: معاهدة الصلح واستشهاد الامام الحسن (ع) 74
27 عاشرا: ثورة كربلاء واستشهاد الامام الحسين (ع) 76
28 الفصل الثاني: عدالة الصحابة 83
29 الفصل الثالث: الشيعة والقرآن الكريم 95
30 الفصل الرابع: الشيعة والسنة النبوية المطهرة 103
31 موقف الفريقين من السنة النبوية 103
32 موقف الفريقين من عصمة النبي (ص) 105
33 أبو هريرة وكثرة روايته للحديث 114
34 وقفة مع البخاري في صحيحه 120
35 الفصل الخامس: الزواج المؤقت 125
36 متعة الحج 132
37 الفصل السادس: المهدي المنتظر والفتن 135