وتقواهم، وبعد فراغه من الصلاة، أطال الدعاء ولم أسمع قبلا هذه الأدعية في بلادنا ولا في البلاد التي عرفتها، وكنت أطمئن وأرتاح كلما سمعته يصلي على محمد وآله ويثني عليه بما هو أهله.
بعد الصلاة لاحظت في عينيه أثر البكاء كما سمعته يدعو الله أن يفتح بصيرتي ويهديني.
اتجهنا إلى المطعم وقد بدأ يخلو من الآكلين ودخلنا فلم يجلس حتى أجلسني وجئ لنا بصحنين من الأكل فرأيته يغير صحنه بصحني لأن نصيبي من اللحم كان أقل من نصيبه وأخذ يلح علي وكأني ضيفه ويلاطفني ويروي لي روايات لم أسمعها من قبل تخص الأكل والشرب وآداب المائدة.
وأعجبت بأخلاقه، وصلى بنا صلاة العشاء وأطالها بالدعاء حتى أبكاني وسألت الله سبحانه أن يغير ظني فيه لأن بعض الظن إثم.
ولكن من يدري؟!.
ونمت أحلم بالعراق وألف ليلة وليلة واستيقظت على ندائه يوقظني لصلاة الفجر، وصلينا وجلسنا نتحدث عن نعم الله على المسلمين.
ورجعنا للنوم ثانية ولما أفقت وجدته جالسا على سريره وفي يده مسبحة وهو يذكر الله فارتاحت له نفسي واطمأن له قلبي واستغفرت ربي.
كنا نتغذى في المطعم عندما سمعنا المذيع يعلن عن اقتراب الباخرة من الشواطئ اللبنانية وسوف نكون في ميناء بيروت بحول الله بعد ساعتين سألني هل فكرت مليا وماذا قررت.
قلت إذا سهل الله سبحانه وتعالى الحصول على تأشيرة الدخول فلا أرى مانعا وشكرته على دعوته.
نزلنا في بيروت حيث أمضينا تلك الليلة ومن بيروت سافرنا إلى دمشق حيث اتجهنا فور وصولنا إليها إلى سفارة العراق، وحصلت على التأشيرة بسرعة مذهلة لم أتصورها، وخرجنا من هناك وهو يهنئني ويحمد الله على إعانته.