وأوقفني هذا الكتاب على جلية الحال إذ تبين أن يحيى بن يعلى المحاربي هو من الثقات الذين اعتمدهم الشيخان مسلم والبخاري، وتتبعت بنفسي فوجدت البخاري يخرج له أحاديث في باب غزوة الحديبية من جزئه الثالث في صفحة عدد 31، كما أخرج له مسلم في صحيحه في باب الحدود من جزئه الخامس في صفحة عدد 119 والذهبي نفسه - على تشدده - أرسل توثيقة إرسال المسلمات وقد عده أئمة الجرح والتعديل من الثقات واحتج به الشيخان فلماذا هذا الدس والتزوير وتقليب الحقائق والطعن في رجل ثقة احتج به أهل الصحاح؟ ألانه ذكر الحقيقة الناصعة في وجوب الاقتداء بأهل البيت فكان جزاؤه من ابن حجر التوهين والتضعيف، وقد فات ابن حجر أن من ورائه علماء جهابذة يحاسبونه على كل صغيرة وكبيرة ويكشفون تعصبه وجهله لأنهم يستضيئون بنور النبوة ويهتدون بهدي أهل البيت.
وعرفت بعد ذلك أن ببعض علمائنا يحاولون جهدهم تغطية الحقيقة لئلا ينكشف أمر الصحابة والخلفاء الذين كانوا أمراءهم وقدوتهم فتجدهم مرة يتأولون الأحاديث الصحيحة الثابتة ويحملونها غير معانيها، مثال ذلك تأويلهم لمعنى المولى بدل الأولى إلى معنى المحب والناصر في حديث (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، فعلماء أهل السنة يقولون بصحة الحديث ولكن يجب تأويله إلى معنى المحب والناصر وذلك لتصحيح خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وإلا لوجب أن يكون علي كرم الله وجهه أولى منهم جميعا، وهذا فيه ما فيه من تفسيق أكثر الصحابة الذين بايعوا أبا بكر وهو منكر من القول; هذا قول علماء أهل السنة والجماعة كما صرح لي به كثير من علمائنا في تونس! ولما قلت لهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الحديث وخلال الخطبة سألهم (ألست أولى بكم من أنفسكم؟
قالوا: بلى عند ذلك قال (من كنت مولاه فهذا علي مولاه))، أجاب البعض بأن هذا من زيادات الشيعة، وعندما سألتهم: أيعقل أن يجمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مائة ألف من الحجيج في حر الهجير ويحبسهم في الشمس المحرقة ليقول لهم بأن عليا محب وناصر المسلمين؟ أهذا معقول؟؟ فسكتوا ولم يجيبوا.
ومرة يكذبون الأحاديث التي تناقض مذهبهم وإن وردت في صحاحهم