بعل فقتله خالد ونزا عليها كما فعل بليلى زوجة مالك.
وإلا لما استحق أن يعنفه أبو بكر بأشد مما عنفه على فعلته الأولى، على أن المؤرخين يذكرون نص الرسالة التي بعث بها أبو بكر إلى خالد بن الوليد وفيها يقول: (لعمري يا بن أم خالد إنك لفارغ تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجف بعد) (1).
ولما قرأ خالد هذا الكتاب قال: هذا عمل الأعسر يقصد بذلك عمر بن الخطاب.
فهذه من الأسباب القوية التي جعلتني أنفر من أمثال هؤلاء الصحابة، ومن تابعيهم الذين يتأولون النصوص ويختلقون الروايات الخيالية لتبرير أعمال أبي بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد ومعاوية وعمرو بن العاص وإخوانهم، اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، اللهم إني أبرأ إليك من أفعال هؤلاء وأقوالهم التي خالفت أحكامك واستباحت حرماتك وتعدت حدودك، واغفر لي ما سبق من موالاتهم إذ كنت من الجاهلين، وقد قال رسولك (لا يعذر الجاهل بجهله)، اللهم إن ساداتنا وكبراءنا قد أضلونا السبيل وحجبوا عنا الحقيقة وصوروا لنا الصحابة المنقلبين بأنهم أفضل الخلق بعد رسولك، ولا شك إن آباءنا وأجدادنا كانوا ضحية الدس والغش الذي توخاه الأمويون ومن بعدهم العباسيون اللهم فاغفر لهم ولنا فأنت تعلم السرائر وما تخفي الصدور وما كان حبهم وتقديرهم واحترامهم لأولئك الصحابة إلا عن حسن نية على أنهم أنصار رسولك محمد صلواتك وسلامك عليه وأحباؤه.. وأنت تعلم - يا سيدي - حبهم وحبنا للعترة الطاهرة، الأئمة الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا وعلى رأسهم سيد المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المتقين سيدنا علي بن أبي طالب.
واجعلني اللهم من شيعتهم ومن المتمسكين بحبل ولائهم والسائرين على منهاجهم، والراكبين في سفينتهم والمستمسكين بعروتهم الوثقى والداخلين من