أموال حتى ودى لهم ميلغة الكلب وقام رسول الله صلى الله عليه وآله فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه إلى السماء حتى إنه ليرى ما تحت منكبيه، يقول: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات (1).
فهل لنا أن نسأل أين هي عدالة الصحابة المزعومة التي يدعونها، وإذا كان خالد بن الوليد وهو عندنا من عظمائنا حتى لقبناه بسيف الله أفكان ربنا يسل سيفه ويسلطه على المسلمين والأبرياء وعلى المحارم فيهتكها، ففي ذلك تناقض لأن الله ينهى عن قتل النفس وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ولكنه - أي خالد - في نفس الوقت يسل سيف البغي ليفتك بالمسلمين ويهدر دماءهم وأموالهم ويسبي نساءهم وذراريهم، إن هذا زور من القول وبهتان مبين، سبحانك ربنا وبحمدك تباركت وتعاليت عن ذلك علوا كبيرا، سبحانك ما خلقت السماوات والأرض وما بينهما باطلا، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار.
كيف جاز لأبي بكر وهو خليفة المسلمين أن يسمع بتلكم الجرائم الموبقة ويسكت عنها بل ويدعو عمر بن الخطاب بأن يكف لسانه عن خالد، ويغضب على أبي قتادة لإنكاره فعل خالد، أكان مقتنعا حقا بأن خالدا تأول فأخطأ، فأي حجة بعد هذا على المجرمين والفاسقين في هتكهم الحرمات وادعائهم التأويل.
أما أنا فلا أعتقد بأن أبا بكر كان متأولا في أمر خالد الذي سماه عمر بن الخطاب ب (عدو الله) وكان من رأيه أن يقتل خالد لأنه قتل امرءا مسلما ويرجمه بالحجارة لأنه زنى بزوجة مالك (ليلى) ولم يقع شئ من ذلك للقاتل الجاني بل خرج منها منتصرا على عمر بن الخطاب لأن أبا بكر وقف إلى جانبه وهو يعلم حقيقة خالد أكثر من أي أحد، فقد سجل المؤرخون أنه بعثه بعد تلك الواقعة المشينة إلى اليمامة التي خرج منها منتصرا وتزوج في أعقابها بنتا كما فعل مع ليلى ولما تجف دماء المسلمين بعد ولا دماء أتباع مسيلمة، وقد عنفه أبو بكر على فعلته هذه بأشد مما عنفه على فعلته مع ليلى (2)، ولا شك أن هذه البنت هي الأخرى ذات