ثم اهتديت - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١٧١
وإذا أخذنا حديث (لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا).
فهو كسابقه، إذ أين كان أبو بكر يوم المؤاخاة الصغرى في مكة قبل الهجرة ويوم المؤاخاة الكبرى في المدينة بعد الهجرة وفي كلتيهما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عليا أخا له وقال له: (أنت أخي في الدنيا والآخرة) (1) ولم يلتفت إلى أبي بكر فحرمه من مؤاخاة الآخرة كما حرمه من الخلة، وأنا لا أريد الإطالة في هذا الموضوع وأكتفي بهذين المثلين اللذين أوردتهما من كتب أهل السنة والجماعة، أما عند الشيعة فلا يعترفون بتلك الأحاديث مطلقا ولديهم الأدلة الواضحة على أنها وضعت في زمن متأخر عن زمن أبي بكر.
هذا وإذا تركنا الفضائل وبحثنا في المساوئ فإننا لا نحصي لعلي بن أبي طالب سيئة واحدة من كتب الفريقين، بينما نجد لغيره مساوئ كثيرة في كتب أهل السنة كالصحاح وكتب السير والتاريخ.
وبهذا يكون الاجماع من الفريقين يختص بعلي وحده كما يؤكد التاريخ أن البيعة الصحيحة لم تكن إلا لعلي وحده.
فقد امتنع هو وأصر عليها المهاجرون والأنصار وقعد عن بيعته نفر فلم يجبرهم عليها، بينما كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها - كما يقول عمر بن الخطاب - وكانت خلافة عمر بعهد عهده إليه أبو بكر وكانت خلافة عثمان مهزلة تاريخية، ذلك أن عمر رشح ستة للخلافة وألزمهم أن يختاروا من بينهم واحدا وقال إذا اتفق أربعة وخالف اثنان فاقتلوهما وإذا انقسم الستة إلى فريقين ثلاثة في كل جهة فخذوا برأي الثلاثة الذين يقف معهم عبد الرحمن بن عوف، وإذا مضى وقت ولم يتفق الستة فاقتلوهم، والقصة طويلة وعجيبة، والمهم أن عبد الرحمن بن عوف اختار عليا واشترط عليه أن يحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله وسنة الشيخين أبي بكر وعمر فرفض علي هذا الشرط، وقبله عثمان فكان

(١) تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص ٢٣ تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ ص ١٠٧.
المناقب للخوارزمي ص 7 الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 21.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 ديباجة 7
3 لمحة وجيزة من حياتي 9
4 الحج إلى بيت الله الحرام 13
5 الرحلة الموفقة 21
6 في مصر 23
7 لقاء في الباخرة 27
8 زيارة العراق لأول مرة 33
9 عبد القادر الجيلاني وموسى الكاظم 35
10 الشك والتساؤل 43
11 السفر إلى النجف 49
12 لقاء العلماء 53
13 لقاء مع السيد محمد باقر الصدر 61
14 الشك والحيرة 71
15 السفر إلى الحجاز 77
16 بداية البحث 78
17 بداية الدراسة المعمقة - الصحابة عند السنة والشيعة 89
18 1 - الصحابة في صلح الحديبية 93
19 2 - الصحابة ورزية يوم الخميس 95
20 3 - الصحابة في سرية أسامة 100
21 أولا - رأي القرآن في الصحابة 111
22 1 - آية محمد رسول الله 112
23 2 - آية الانقلاب 113
24 3 - آية الجهاد 115
25 4 - آية الخشوع 117
26 ثانيا - رأي الرسول في الصحابة 119
27 1 - حديث الحوض 119
28 2 - حديث اتباع اليهود والنصارى 120
29 3 - حديث البطانتين 123
30 4 - حديث التنافس على الدنيا 124
31 ثالثا - رأي الصحابة بعضهم في بعض 127
32 1 - شهادتهم على أنفسهم يتغير سنة النبي 127
33 2 - الصحابة غيروا حتى في الصلاة 130
34 3 - الصحابة يشهدون على أنفسهم 132
35 4 - شهادة الشيخين على نفسيهما 134
36 بداية التحول 147
37 محاورة مع عالم 149
38 أسباب الاستبصار 161
39 1 - النص على الخلافة 161
40 2 - خلاف فاطمة مع أبي بكر 164
41 3 - علي أولى بالاتباع 167
42 4 - الأحاديث الواردة في علي توجب اتباعه 172
43 الأحاديث الصحيحة التي توجب اتباع أهل البيت 179
44 1 - حديث الثقلين 179
45 2 - حديث السفينة 189
46 3 - حديث من سره أن يحيا حياتي 191
47 مصيبتنا في الاجتهاد مقابل النصوص 197
48 من الذي أطلق مصطلح أهل السنة والجماعة؟ 203
49 دعوة أصدقاء للبحث 205
50 هدى الحق 211