خرجت فضائله ومناقبه سلام الله عليه رغم الجحود; وفي ذلك يقول الإمام الشافعي (عجبت لرجل كتم أعداؤه فضائله حسدا، وكتمها محبوه خوفا، وخرج ما بين ذين ما طبق الخافقين).
أما بشأن أبي بكر فقد فتشت أيضا في كتب الفريقين فلم أجد له في كتب أهل السنة والجماعة القائلين بتفضيله ما يوازي أو يعادل فضائل الإمام علي، على أن فضائل أبي بكر المذكورة في الكتب التاريخية مروية إما عن ابنته عائشة وقد عرفنا موقفها من الإمام علي فهي تحاول بكل جهدها دعم أبيها ولو بأحاديث موضوعة أو عن عبد الله بن عمر وهو أيضا من البعيدين عن الإمام علي وقد رفض مبايعته بعدما أجمع الناس على ذلك وكان يحدث أن أفضل الناس بعد النبي أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم لا تفاضل والناس بعد ذلك سواسية (1) يعني هذا الحديث أن عبد الله بن عمر جعل الإمام علي من سوقة الناس كأي شخص عادي ليس له فضل ولا فضيلة.
فأين عبد الله بن عمر من الحقائق التي ذكرها أعلام الأمة وأئمتها بأنه لم يرد في أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي بن أبي طالب، هل أن عبد الله بن عمر لم يسمع بفضيلة واحدة لعلي؟ بلى والله لقد سمع ووعى ولكن السياسة وما أدراك ما السياسة فهي تقلب الحقائق وتصنع الأعاجيب.
كذلك يروي فضائل أبي بكر، كل من عمرو بن العاص وأبو هريرة وعروة وعكرمة وهؤلاء كلهم يكشف التاريخ أنهم كانوا متحاملين على الإمام علي وحاربوه إما بالسلاح وإما بالدس واختلاق الفضائل لأعدائه وخصومه.
قال الإمام أحمد بن حنبل: إن عليا كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه عن شئ يعيبونه به فلم يجدوا، فجاؤوا إلى رجل قد حاربه وقاتله، فأطروه كيدا منهم له (2).