المسلمين شرها، وقال فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه; أو قال فمن دعا إلى مثلها فلا بيعة له ولا لمن بايعه (1).
ويقول الإمام علي في حقها: (أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير (2).
ويقول سعد بن عبادة سيد الأنصار الذي هاجم أبا بكر وعمر يوم السقيفة وحاول بكل جهوده أن يمنعهم ويبعدهم عن الخلافة ولكنه عجز عن مقاومتهم لأنه كان مريضا لا يقدر على الوقوف، وبعدما بايع الأنصار أبا بكر قال سعد:
والله لا أبايعكم أبدا حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي من نبل، وأخضب سناني ورمحي، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم بمن معي من أهلي وعشيرتي ولا والله لو أن الجن اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي، فكان لا يصلي بصلاتهم ولا يجتمع بجمعتهم، ولا يفيض بإفاضتهم، ولو يجد عليهم أعوانا لطال بهم، ولو بايعه أحد على قتالهم لقاتلهم، ولم يزل كذلك حتى قتل بالشام في خلافة عمر (3).
فإذا كانت هذه البيعة فلتة وقى الله المسلمين شرها على حد تعبير عمر الذي شيد أركانها وعرفت ما آلت إليه أمور المسلمين بسببها.
وإذا كانت هذه الخلافة تقمصا - من قبل أبي بكر - كما وصفها الإمام علي إذ قال بأنه هو صاحبها الشرعي.
وإذا كانت هذه البيعة ظلما كما اعتبرها سعد بن عبادة سيد الأنصار الذي فارق الجماعة بسببها.
وإذا كانت هذه البيعة غير شرعية لتخلف أكابر الصحابة والعباس عم النبي عنها.