ويعرفوا الحق ويتبينوا الأمر بواسطة الرسول، ومعنى ذلك أنه لا يجدي التمسك بشماعة التبرير المعروفة باسم " الاجتهاد ". والواقع العملي في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يرينا أن الاختلاف وقع فيها كالأمم السابقة وبعد أن بين لهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) معالم الصراط المستقيم ونصحهم وهو القائل " ما من شئ يقربكم إلى الجنة ويبعدكم عن النار إلا وأمرتكم به ". يقول سيد قطب في تفسير الآية (ولم تغن وحدة جماعة الرسل في طبيعتهم ووحدة الرسالة التي جاؤوا بها كلهم لم تغن هذه الوحدة عن اختلاف أتباع الرسل حتى ليقتتلون من خلاف) (1).
3 - وأن نتيجة هذا الاختلاف: أن فريقا تمسك بالحق فآمن وآخر حاد عنه فكفر، وذلك يعني أنهم ليسوا في مرتبة واحدة أو أنهم جميعا على الحق.
لكن لماذا يكون الاختلاف بعد البينات؟ هذا ما تكفلت بالإجابة عليه مجموعة من الآيات التي تكررت في القرآن الكريم ليؤكد الله سبحانه وتعالى استمرار السنن في الأرض ويبين طبيعة الإنسان الظلمانية التي تنجذب دائما لرغباته وأهوائه وجهله..
يقول تعالى: (وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم) (2)، (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) (3)، (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) (4)، (وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) (5).
نجد أن الآيات القرآنية تربط دائما بين الاختلاف والبغي، و (معناه) في اللغة