الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٢٥
في كل عصر. هزم يوم أن قتل ابن آدم الأول أخيه بحجر وسيهزم بعد أن قتل ابن آدم أخيه بقنبلة ذرية. إن هزيمة الباطل في كل عصر هي عنوان للحق الأصيل في الوجود ودعوة للسائرين في طريق الانحراف كي يصححوا مسارهم. ويعلموا أن الباطل طارئ لا أصالة فيه. وأنه مطارد من الله. ولا بقاء لشئ يطارده الله.
ونحن على امتداد هذا الكتاب سنسرد الأحداث كما وقعت ليتبين القارئ بنفسه موطن الانحراف وموطن الدعوة الحق. ثم مصير كل منهما. وسيجد أن الانحراف ضربه الله بالكون كله. ضربه يوما بالطوفان. ويوما بالريح العقيم.
ويوما بالصيحة ويوما آخر بالحجارة. وعلى امتداد هذه الأيام وهذه الأهوال نجا الله الذين آمنوا من ضربات الكون وأحياهم حياة طيبة. إن القارئ على امتداد صفحات هذا الكتاب سيكتشف أماكن جراح ما زالت تنفجر منها الدماء.
وسيحيط بجوانب هذه الجرائم التي دخلت بمعسكرات الانحراف إلى عقاب لم يأخذ صورة الطوفان أو الريح أو الصيحة. وإنما أخذ صور أخرى حيث ضنك المعيشة وزخارف الفتن التي لا تحقق لمن تلبس بها أي أمن.
والفقه الشيطاني هزمه الله في كل عصر من العصور. وكانت هزيمته عنوانا لانتصار الحق. ودعوة للسائرين في الظلام كي يخرجوا من خيام ضربت عليها الهزيمة في الحياة الدنيا ولها في الآخرة عذاب أليم. إلى رحاب الكون الذي يتنفس بمخزون الفطرة ويدور في اتجاه واحد نحو غاية واحدة. إن فقه الشيطان الذي قتل هابيل في أول الزمان بحجر، حمل شذوذه وانحرافه في سفك الدماء، ووقف في الحاضر وبيده قنبلة ذرية ليقتل بها مليون هابيل. هذا الفقه المدجج بالسلاح والعتاد مكتوب عليه الفناء لأنه باطل والباطل طارئ لا أصالة فيه.
والباطل يطارده الله. ولا بقاء لشئ يطارده الله. ونحن على امتداد هذا الكتاب سنقص قصة الفطرة في مواجهة الباطل. وسنرى جراح ما زالت تتفجر منها الدماء. وسنحيط بجوانب هذه الجرائم لنعلم من المسؤول عن كل هذا.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 27 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست