الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٢٤
يختار من مزابل الشيطان. إنه فقه يحمي الهجوم بالانحراف لتدمير الجنس البشري بأيدي الجنس البشري.
3 - الفقه الشيطاني في مهب الريح:
لقد استثنى الشيطان عباد الله المخلصين من عموم الاغراء والمخلصون - بفتح اللام - هم الذين أخلصهم الله لنفسه بعدما أخلصوا لله، فليس لغيره سبحانه فيهم شركة. ولا في قلوبهم محل فلا يشتغلون بغيره تعالى. والمتدبر فيما عزم الشيطان عليه لتدمير البشر. يجد أن أسلحته وإن كانت تبدو فتاكة إلا أنها أسلحة محاصرة ولا تصيب إلا من دخل في مرماها أو حام حولها. وإذا كان الله قد أعطى إبليس سلاح. فإنه تعالى أعطى للمؤمن السلاح الأقوى. وعلى سبيل المثال. فإن الله تعالى أيد إبليس على الإنسان بالإنظار إلى يوم الوقت المعلوم.
وأيد الإنسان عليه بالملائكة الباقين ببقاء الدنيا. وأيد إبليس بالتمكين بتزيين الباطل. وأيد الإنسان بأن هداه إلى الحق. وزين الإيمان في قلبه وفطره على التوحيد. وعرفه الفجور والتقوى. وجعل له نورا يمشي به في الناس إن آمن بربه إلى غير ذلك من الأيادي. وبعث إليه الرسل والأنبياء بهداية التشريع الذي يحمي الله تعالى به عبده الصالح المجتنب عما يسخطه ويكرهه عن مضار الدنيا ويجنبه عن مضلات الفتن. ويلطف به ألطافا ظاهرة أو خفية حتى يخرج من الدنيا سالما دينه راضيا عنه ربه.
وخطوات الشيطان كلها تصب في آخر الزمان في سلة المسيح الدجال بمعنى أن كل انحراف منذ ذرأ الله ذرية آدم وإن بدأ في أول الطريق ضئيلا إلا أن الشيطان يتعهده على امتداد الطريق بإلقائه على المسيرة البشرية وفقا لتطورها.
ليكون في النهاية له صفة القانون. وتحت حماية الجماهير لهذا القانون يأتي المسيح الدجال رمزا لقاعدة لا تعرف إلا الانحراف والشذوذ. وكما في روايات عديدة أن المسيح الدجال هو سر إبليس وحامل رايته آخر الزمان. وإذا كان الدجال ثمرة لطريق الانحراف. فإن المهدي المنتظر الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو عنوان الفطرة النقية وتحت رايته سينتظم الذين ساروا على الصراط المستقيم ولم تعرقل خيمة الانحراف والنفاق خطواتهم. وبين الحق والباطل ستدور معارك آخر الزمان. ومعسكر الشيطان مهزوم مهزوم. ولقد هزم
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 27 29 30 31 ... » »»
الفهرست