وروى ابن كثير أن الباقر قال: " القرآن كلام الله عز وجل، غير مخلوق "، وهذا نص - فيما يقول الدكتور النشار - خطير، يثبت أن الإمام الباقر قد أزعجه تماما الأصل المعتزلي: أن كلام الله مخلوق (1).
6 - الإمام الباقر والصوفية:
صب مؤلفو كتب التصوف جوانب الإمام الباقر في قالب صوفي زهدي، بحيث بدا واحدا منهم (2)، وأول ما يجب أن نلتفت إليه البكاء الذي يضاف للإمام الباقر - وهو معاصر للحسن البصري (3) (21 - 110 ه / 642 - 728 م) - البكاء المشهور، كما عاصر الحسن الإمام علي زين العابدين، وكان الإمام زين العابدين يعلل بكاءه على شهداء كربلاء من آل بيت النبوة، الذين قتلوا على مذبح أطماع الأمويين - فقد رآهم يقتلون رأي العين (4).
وعن أبي حمزة الثمالي عن الإمام جعفر الصادق عن الإمام محمد الباقر قال: سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه، فقال: " لا تلوموني، فإن يعقوب - عليه السلام - فقد سبطا من ولده، فبكى حتى ابيضت عيناه، ولم يعلم أنه