ثم قال: يا إسحاق أتروي حديث " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " (2)، قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قد سمعته وسمعت من صححه وجحده، قال:
فمن أوثق عندك، من سمعت منه فصححه أو من جحده؟.
قلت: من صححه، قال: فهل يمكن أن يكون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مزح بهذا القول؟
قلت: أعوذ بالله. قال: فقال قولا لا معنى له، فلا يوقف عليه؟ قلت:
أعوذ بالله.
قال: أفما تعلم أن هارون كان أخا موسى لأبيه وأمه؟ قلت: بلى قال: فعلي أخو رسول الله لأبيه وأمه؟ قلت: لا.
قال: أوليس هارون كان نبيا، وعلي غير نبي؟ قلت: بلى.
قال: فهذان الحالان معدومان في علي، وقد كانا في هارون، فما معنى قوله (صلى الله عليه وسلم): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى "؟.
قلت: إنما أراد أن يطيب بحديث المنزلة (1) هذا نفس علي، لما قال المنافقون: إنه خلفه استثقالا له.