الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ٣ - الصفحة ١٤٩
يقولان: " ليته يرجع إلينا على أي دين شاء، فنوافقه عليه "، فنوافقه عليه " ثم إنه أسلم على يد الإمام علي الرضا، ورجع إلى أبويه، فدق الباب فقيل له: من بالباب؟ فقال:
معروف، فقيل له: على أي دين؟ فقال: على الإسلام، فأسلم أبواه (1). وقد توفي معروف عام 200 ه‍ (815 م) وقيل: 204 ه‍، وقبره في بغداد مشهور يزار، رحمه الله تعالى (2).
على أن أهمية معروف الكرخي إنما تأتي مما ينسب إليه من كونه مولى الإمام علي الرضا - وكان كما رأينا ولي عهد الخليفة المأمون - وأكثر أصحاب كتب التصوف على أن معروفا الكرخي، إنما كان متصلا بالإمام علي الرضا، وأنه أسلم على يديه (3) - بعد أن كان نصرانيا أو كان صابئا (4) - ورووا أنه سمع " ابن السماك " الواعظ المشهور في الكوفة، وكما يقول معروف نفسه " فوقع كلامه في قلبي، وأقبلت على الله وتركت جميع ما كنت عليه، إلا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا " (5).
وعلى أية حال، فإن الاتصال بالإمام - عند الشيعة - إنما يعني شيعية المتصل، ومن ثم فقد اهتم باحثو الشيعة بتحقيق العلاقة بين الإمام علي الرضا ومعروف الكرخي، وانتهوا إلى أنه غير مذكور في كتبهم، وإن لم يستبعدوا اتصاله به، وإن لم تقم لهم قرينة عليه.
على أن الأهم أن الإمام الرضا - بعد أن أصبح وليا لعهد الخلافة - لم يعد إماما للشيعة وحدهم، وإنما أصبح إماما للمسلمين جميعا، بما فيهم أهل السنة

(١) ابن خلكان: وفيات الأعيان وإنباء أبناء الزمان - تحقيق إحسان عباس ٥ / ٢٣١ - ٢٣٢ (بيروت ١٩٧٧).
(٢) وفيات الأعيان ٥ / ٢٣٣.
(٣) طبقات الصوفية ص ٨٥، تذكرة الأولياء ١ / ٢٢٤، أبو القاسم القشيري: الرسالة القشيرية ص ١٢ (القاهرة ١٢٨٤ ه‍)، طبقات الشعراني ١ / ٦١، نفحات الأنس ص ٣٩.
(٤) نيكلسون: في التصوف الإسلامي ترجمة أبو العلا عفيفي ص ٤ (القاهرة ١٩٤٧).
(٥) أبو القاسم القشيري: الرسالة القشيرية 12.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست