أين أم المؤمنين من الأخلاق وأبسط الحقوق التي فرضها الإسلام في تحريم الغيبة والنميمة؟ ولا شك بأن قولها (حسبك من صفية كذا وكذا) وقول الرسول بأنها كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته، بأن ما قالته عائشة في ضرتها أم المؤمنين صفية أمر عظيم، وخطب جسيم، وأعتقد بأن رواة الحديث استفظعوها واستعظموها فأبدلوها بعبارة كذا وكذا، كما هي عادتهم في مثل هذه القضايا!!.
وتكلمنا عن غيرتها من مارية (أم إبراهيم) وعن تعدي غيرتها دائرة مارية إلى إبراهيم المولود الرضيع البرئ!.
وحتى أن غيرتها تعدت كل الحدود وفاقت كل تعبير عندما وصلت بها الظنون والوساوس إلى الشك في رسول الله صلى الله عليه وآله فكانت كثيرا ما تتظاهر بالنوم عندما يبات عندها رسول الله صلى الله عليه وآله ولكنها ترقب زوجها وتتحسس مكانه في الظلام وتتعقبه أين ما ذهب وإليك الرواية على لسانها والتي أخرجها مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده وغيرهم، قالت:
لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وآله فيها عندي انقلبت فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا، فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل، فقال: ما لك يا عائشة حشيا رابية؟ قالت: قلت يا