حينا ويتغير وجهه أحيانا، ويحاول إقناعها في كل مرة بأن حبيب علي هو حبيب الله، والذي يبغض عليا هو منافق يبغضه الله، ولكن هيهات لتلك الأحاديث أن تغوص في أعماق تلك النفوس التي ما عرفت الحق حقا إلا لفائدتها وما عرفت الصواب صوابا إلا إذا صدر عنها.
ولذلك وقف رسول الله صلى الله عليه وآله لما عرف بأنها هي الفتنة التي جعلها الله في هذه الأمة ليبتليها بها كما ابتلي سائر الأمم السابقة، قال تعالى:
(ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) (1).
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وآله أمته منها في مرات متعددة حتى قام في يوم من الأيام واتجه إلى بيتها وقال: ههنا الفتنة، ههنا الفتنة حيث يطلع قرن الشيطان، وقد أخرج البخاري في صحيحه في باب ما جاء في بيوت أزواج النبي: قال عن نافع عن عبد الله (رض) قال: قام النبي صلى الله عليه وآله خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال: ههنا الفتنة، ثلاثا، من حيث يطلع قرن الشيطان (2).
كما أخرج مسلم في صحيحه أيضا عن عكرمة بن عمار عن سالم عن ابن عمر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من بيت عائشة، فقال:
رأس الكفر من ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان (3).
ولا عبرة بالزيادة التي أضافوها بقولهم: يعني المشرق، فهي واضحة الوضع، ليخففوا عن أم المؤمنين ويبعدوا هذه التهمة عنها.
وقد جاء في صحيح البخاري أيضا: قال لما سار طلحة والزبير