أقل ما يقال فيهم، هم أصحاب مراء وجدال استولى عليهم الجهل والتعصب - بل هم قوم خصمون -. " وها أنا أنقل لك أيها القارئ الكريم بعضا من الرسائل التي كتبها الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى بعض أتباعه والتي ذكر فيها عقيدته وما هو عليه. قال رحمه الله بعد البسملة والصلاة على النبي: " أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقده أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله. وأقر بكرامات الأولياء إلا أنهم لا يستحقون من حق الله شيئا ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار، إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسئ. ولا أكفر أحدا من المسلمين بذنبه ولا أخرجه من دائرة الإسلام. وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله.
ونحن في الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ولا ننكر على من قلد الأئمة الأربعة دون غيرهم. ولا نستحق مرتبة الاجتهاد ولا أحد منا يدعيه. " انتهى ما نقلناه من رسائل الشيخ ابن عبد الوهاب التي بين فيها عقيدته وما هو عليه. [1] ولكن لننقل لك أيضا - أيها القارئ الكريم - بعض المحاورات والمناظرات التي جرت بيني وبين الأصدقاء الوهابيين ليتبين لك عقيدة وهابيي بلادنا، ولتعلم أيضا بأن جميع ما ذكرناه في هذا الكتاب من الحوال الوهابيين إنما هو عن علم اليقين. " وليس الخبر كالعيان. " لقد قمت مرة بزيارة لمدينة " سكاسو " فجاءني بعض الأصدقاء من الوهابيين للسلام على كالعادة ولما استقربنا الجلوس شرعنا في الحديث عن الخلافات الدينية و تأثيرها في المجتمع واقترحنا أن نتحدث فيما بيننا بنوع من الصراحة لنجد التفاهم ونزيل الخلافات القائمة بيننا. فابتدرت بالسؤال قائلا: لماذا خرجتم من المسجد وتركتم الصلاة معنا فهلا نصلي معا فمن شاء منا يقبض يديه ومن شاء يسدل كما هي الحال في كثير من المساجد؟ فأجابني أحدهم قائلا: لا يا أخي المشكلة ليست في القبض أو في السدل و لكننا في الحقيقة نعتبر كم مشركين فلا نرى صحة الصلاة خلف واحد منكم ثم قلت له:
لأي شئ تعتبروننا مشركين؟ قال: لأنكم تعلقون التمائم وتتوسلون بالأنبياء و