الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٥٦
الصالحين. فعلمت أن هذا الأخ مصاب بداء الجهل وهو بحاجة إلى طبيب الارشاد.
وتحدثت مرة أخرى مع صديق آخر منهم فقلت له: لو استطاع المسلمون أن يجمعوا كلمتهم ويوحدوا صفوفهم بدلا من هذه الخلافات لكان خيرا لهم فأجابني الصديق: نعم ولكن لا يستطيع المسلمون أن يتحدوا إلا إذا تمسكوا بالكتاب والسنة و تركوا ما سواهما من المذاهب والطرق التي هي مصادر الاختلاف بين المسلمين. و ما دام يقال هذا مالكي وذاك شافعي وآخر حنبلي فإن الاتفاق بين المسلمين محال. فعلمت أيضا إن هذا الأخير أشد جهلا من الأول وقد بلغ به جهله أن ينكر كل شئ حتى على المذاهب الأربعة المجمعة على صحتها.
وفي مدينة " قاوننى " حيث بنوا مسجدا جديدا يؤدون فيه صلاة الجمعة بجوار الجامع العتيق تحدثت يوما مع واحد منهم فقلت له: ما رأيكم في هذا المسجد الذي تقيمون فيه صلاة الجمعة هناك جامع عتيق غير ضائق وليس ثم عذر شرعي يمنعكم من الصلاة فيه؟ ومع ذلك فمسجدكم هذا في بعض الأوقات لا يجتمع فيه اثنا عشر رجلا فكيف ترون صحة صلاة الجمعة في هذا المسجد؟ فقال لي شكرا على هذا السؤال ولكن لا تنس أن هذا التحديد الذي ذكرتموه من أن صلاة الجمعة لا تصح بأقل من اثني عشر رجلا إنما هو من قول الإمام مالك رضي الله عنه فلسنا نحن متقيدين به ولا بغيره من الأئمة فالمعمول عندنا أن صلاة الجمعة تصح باثنين وبثلاث وبأربع بلا حد.
وأعجب من هذا فقد جاءني في العام الماضي أخ وهو من أهل البادية في نواحي " نيور " وقال لي بأنه جاءهم رجل من علماء الوهابية وأفتى لهم بجواز أداء صلاة الجمعة لكل شخص حيثما حضرته الصلاة سواء كان في القرية أو في الفلاة، وحجته في ذلك أن المسلم حيثما صلى فهو يصلي مع جماعة من الملائكة وقال لي هذا الأخ بأنه شخصيا صلى صلاة الجمعة مع ثلاثة رجال من الوهابيين وهو رابعهم صلوا هذه الصلاة بلا خطبة ولا في مسجد مبنى، فسألني ذاك الأخ عن صحة تلك الصلاة، وأمرته بالإعادة ظهرا، لعدم توفيتها شروط الجمعة.
ومن جملة ما يحرمه وهابيون بلادنا الصور " الفوتوغرافية " حتى أن بعضهم لا يبيع ولا يلبس الأقمشة التي توجد فيها صور الأشخاص أو الحيوانات ولا يخفى أن علماء
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»