الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٥٨
هل هم سنيون أم وهابيون؟
يغالط البعض في هذه المسألة أسوأ الغلط حيث يسمون أنفسهم بالسنيين، بينما لا علم لهم بالسنة إلا اسمها ولا صلة لهم بها أكثر من ادعائها والتفاخر بها كأنها في نظرهم لقطة فلاة يختص بها اللاقط مهما كانت صفاته وكيفما ساء سلوكه وأخلاقه.
ولكن هيهات أن تحقق الادعاءات نفعا، أو تقيم لأصحابها وزنا.
ويزعم هؤلاء المعنيون أنهم سنيون وليسوا بوهابيين والعجب كل العجب أن يدعي الجاهل أنه سني أو أنه زعيم للدين بارز وليس من المعقول أن يكون الجاهل سنيا فإن العلماء أنفسهم عجزوا أن يكونوا سنيين حقيقيين إلا الخواص - وقليل ما هم - فكيف بالجهال الذين هم في واد والسنة النبوية في واد.
فالسنية عبارة عن اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والاقتداء بأقوالهم وأفعالهم وسلوكهم وأخلاقهم وذلك يقتضي العلم والعمل معا وبفقد الأول تكون سنية الجاهل محالا وبفقد الثاني تكون سنية العالم باطلا ولا بد من اجتماعهما معا وإلا فهي سنية اللسان لا غير فنحن لا نقبل سنية الجاهل مهما طالب لحيته أو اشتد تنسكه. وفي الحديث: (شر أمتي رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك) وقال الشاعر:
فساد كبير عالم متهتك * وأكبر منه جاهل متنسك هما فتنة للعالمين عظيمة * لمن بهما في دينه يتمسك وقال الآخر:
" كم لحية طالت على ذقن جاهل * وما تحته إلا الغبارة والجهل " فالسنة النبوية تلاحظ صاحبها في جميع حركاته وسكناته وتراقبه في كل العبادات والمعاملات من المشي والكلام والأكل والشرب والبيع وغيرها وهي تفرض على المرء أن لا يفعل حتى علم حكم الله فيه ويسأل العلماء ويقتدي بالمتبعين لسنة محمد صلى الله عليه وسلم.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»