الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٥٤
الجذع والودع المعروفة.
وأما كتابة هذه الآيات القرآنية وهذه الأسماء الإلهية لقصد الضرر وظلم عباد الله كإهلاكهم مثلا وإتلاف أموالهم أولا دخال العداوة بينهم فهو الممنوع الحرام يعاقب به فاعله والمفعول له معا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا ويحرم كذلك الدخول بها في الأماكن النجسة والمواضع القذرة. ويجب على المشايخ التنبيه عليه وتحذيره، وأن لا يكتبوها إلا لمستحقها لغرض جائز شرعا وتكون مستورة بطاهر كالجلد ونحوه وحينئذ لا حرج والله أعلم.
بيان أوجه التخالف بين الوهابيين أنفسهم تختلف الآراء والاتجاهات من دعاة الوهابية أيما اختلاف وكأن لكل واحد منهم أوامره ونواهيه الخاصة به ينفرد بها دون غيره وليس من السهل التوفيق بين هذه الآراء المختلفة وتلك الاتجاهات المتناقضة والجمع بينها.
وبما أن الواجب على المرء أن لا يقبل كل ما يقال عن شخص أو مذهب أو طائفة حتى يثبت لديه صحة ذلك، بأن يسمع من ذلك الشخص ما قيل عنه أو يقرأ كتبه أو يجتمع بأصحابه المقربين لذلك بذلت جهدي في تحصيل الكتب الوهابية لأقف على حقيقة هذه الدعوة قبل أن أصدر حكمي لها أو عليها وقد اطلعت على بعض هذه الكتب و قرأت شيئا من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورسائله كما اجتمعت ببعض وهابيي بلادنا البارزين واستمعت إليهم وفهمت مقاصدهم وخلال مقارنتي بين مقالات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وبين ما هو عليه وهابيو بلادنا لاحظت اختلافا جوهريا في الأقوال والأفعال بل وفي العقائد بين الإدارة الوهابية وبين المتوهبين الآخرين وخاصة أولئك الموجودين معنا الذين يخالفون الشيخ تماما وبصفة غير معهودة بين المتبوع و التابعين وذلك مما يؤكد بوضوح على أن الدعوة الوهابية قد أصابها داء التعصب والفوضى من قبل بعض المتطرفين والمنحرفين الذين سلبوا من هذه الدعوة جميع القيم والمثل العليا و
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»