الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٥٢
أخبروا النبي بذلك فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أحق ما اتخذتم عليه أجرا كتاب الله) رواه البخاري. هذا ولنا أسوة حسنة بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم نجوم الهدى ويصح الاقتداء بهم في كل شئ والذين سبقونا إلى هذا العمل الطبي و أخذوا منه الأجرة فأجاز لهم الرسول أكل هذه الأجرة وهو صلى الله عليه وسلم أعلم بما يجوز أكله وما لا يجوز.
وأما قولهم بأن الرقية هي الجائزة، لكونها هي الواردة في الأحاديث والآثار الصحيحة، دون الكتابة للشرب والتعليق. وأن الكتابة حرام مطلقا، فهذا القول مردود لأنا لم نجد في أحكام الشريعة الإسلامية حكما يجوز التلفظ به ويحرم كتابته. فكل ما يجوز لفظه يجوز قطعا كتابته، وما لا فلا!
ومن المعلوم أن الكلمات التي يلفظ بها الراقي هي نفس الكلمات التي يكتبها الكاتب على السواء ولا يحتمل تجويز أحدهما مع تحريم الآخر فاللفظ والكتابة أمران متحدان حكما ومعنى يقوم كل منهما مقام الآخر.
وفي " الرسالة " لابن أبي زيد القيرواني: " ولا بأس بالمعاذة تعلق وفيها القرآن " ويكون مستورا بطاهر يقيه الأذى ولا بأس أيضا بالرقية من غير القرآن حيث كان عربيا مفهوم المعنى كالمشتمل على ذكر الله ورسوله وأما ما لا يفهم معناه كالكلمات العجمية والطلاسيم المبهمة فلا تجوز الرقية بها لأن الإمام مالك رضي عنه سئل عن الأسماء العجمية قال: " وما يدريك أنها كفر؟ " وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه و عقابه وشر عباده من همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره) وكان عبد الله بن عمر يعلمهن من عقل من بنيه ومن لم يعقل كتبها في صك صم علقها في عنقه. " رواه أبو داود النسائي والترمذي " ويقول عليه السلام: (لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك.) و يقول أيضا في حديث آخر: (لن يعجل الله شفاء أمتي فيما حرم عليها.) ويستفاد من هذين الحديثين على أن التداوي بأسماء الله تعالى وآياته يجوز مطلقا لأنه لو لم يكن جائزا - كما يفهم من سياق هذا الحديث لما شفي بها أحد من الأمة، وقد أثبتت التجارب أن آلافا أو ملايين من المرضى قد شفاهم الله بمحض إرادته ثم ببركة هذه
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»