التداوي بالقرآن أو بأسماء الله تعالى وجدير بنا أن نأتي بهذا الموضوع لأنه من أشهر المواضع التي تثير الخلافات بيننا و بين الوهابيين فهم يرون أن من كتب شيئا من القرآن أو من أسماء الله تعالى وعلق عليه سواء للتداوي به أو للتحرز فقد كفر بالله ويرون أن فعله هذا نوع من السحر أو هو السحر ذاته. عفا الله عنهم حيث أوقعهم سوء فهمهم على مخالفة القرآن والحديث في هذا الموضوع قال الله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء * الإسراء: 82) وقال أيضا: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء * فصلت: 44) وآيات الشفاء معروفة ومشهورة لورودها في القرآن الكريم في ستة مواضع فالقرآن قليله وكثيره شفاء من الأمراض الحسية والمعنوية وشفاء من الأمراض الظاهرة والباطنة بدليل ما ورد في الحديث: (الفاتحة شفاء من كل داء) رواه البيهقي. وقال عليه السلام: (خذ من القرآن ما شئت لما شئت.) وقال أيضا: (من لم يستشف بالقرآن لا شفاه الله.) وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل " فقال: (بسم الله يبريك من كل داء يشفيك من شر حاسد إذا حسد.) وروى عنها أيضا: " كان صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث في يده ويمسح بها ما بلغ من جسده " وهذا دليل على أن التداوي بالقرآن أو بأسماء الله تعالى جائز وأخذ العوض عنه جائز كذلك لما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: " انطلق نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شئ فلم ينفعه فأتوا به إلى الرهط فقالوا لهم إن سيدنا قد لدغ وقد سعينا له بكل شئ فلم ينفعه فهل عند أحد منكم شئ فقال بعضهم نعم والله إني لأرقى ولكن قد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق حتى تجعلوا لي جعلا " أي أجرا " فصالحوهم على قطيع من الغنم فأخذ الصحابي يقرأ الفاتحة ويتفل عليه فقام الرجل يمشي وما به علة فأوفوهم جعلهم ولما رجعوا إلى المدينة
(٥١)