والإفساد والترف وبناء القصور المجهزة بتكييف الهواء ووسائل اللهو والعبث المليئة بالرقيق والحريم التابع للملك سعود وعائلته، لم يكن لها ولو تأثير بسيط على مستوى الحياة العامة للشعب، التي تشبه حياة الحيوان والتي لا يمكن للمرء أن يصدقها أبدا، ولم تتحسن هذه الحياة منذ عدة قرون.
* التمثيل بالإنسان الحي * فإذا خطر ببالنا مسألة الجريمة وكيفية العقاب نرى أن العربي الفقير الذي يتهم بالسرقة - وهي الجريمة الشائعة - يلقى القبض عليه ويودع في سجن حقير كاللحد ليس به نوافذ. ومن الناحية النظرية نجد أن البوليس هو السلطة التي تتولى عمل التحريات الخاصة بالجريمة المزعوم ارتكابها، ولكن التحريات تستدعي أناسا على جانب من الذكاء أكثر من رجال البوليس السذج البسطاء الذين معظمهم أميون لا يمكنهم القراءة أو الكتابة والطريقة المألوفة في معاملة المتهم هي أن يضرب بالسياط حتى يعترف، وإن لم يعترف، فهناك طريقة أخرى. وهي قلع الأظافر والكي بالنار وربط عضوه التناسلي في سلك معدني دقيق مع إطعامه أشياء مدرة للبول وتكبيل يديه، وتعذيبه، وسيعترف بعد ذلك! حتما!.. ولو في غيبوبته!، وقد أدخلت " على السعودية " وسائل هذا النوع من العذاب من قبل شخص جاء به جون فيلبي من العراق ووضعه مديرا للأمن العام ويدعى مهدي بك.. وفي إمكاني أن أذكر من نتائج الكشوف الطبية التي كنت أقوم بها أنه يكفي المتهم سبع جلدات (دون ما سواها) حتى يعترف سواء أكان مذنبا أو بريئا!.
ثم يحضر المتهم بعد ذلك أمام " القاضي " وهو رجل الدين الجاهل الذي يصدر الأحكام ارتجالا في كل منطقة حسب مزاجه!.
ومعظم هؤلاء " القضاة " الذين يكون تعيينهم الحقيقي تعيينا من الناحية السياسية، هم أميون مثل رجال البوليس سواء بسواء، فإذا تصادف إن كان مع المتهم ثمة نقود، (وهذا من النادر أن يحدث) فإن المتهم يمكن إنقاذه بالرشوة وتكون العقوبة في هذه الحالة مجرد ضربه عدد من السياط. ولكن النتيجة العادية من " المحاكمة " والمحاكمة كلها تتلخص في أن رجل الدين أو البوليس يقول: (أن المتهم قد اعترف بالجريمة!) هي صدور النطق بالحكم " السعودي " رأسا من القرآن الذي يصرفونه حسب أهوائهم،