وأنه لمن الصعب حقا للرجل الغربي أن يفهم مقدار الشقاء والتعاسة التي يعيشها الناس في القرى البعيدة عن البلاد.
والمرأة الحامل تستمر في السير حتى يأتيها المخاض ويرغمها على أن ترقد في الأرض في حفرة أو تحت جذوع الأشجار، وتضع طفلها. وبعد أن تنتهي من هذه الولادة تستمر في سيرها أو ترجع مرة أخرى إلى عملها إذا كانت فلاحة وفي نهاية اليوم تحمل طفلها وتأخذه معها إلى منزلها. ومثل هؤلاء النساء يتزوجن وهن في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرهن (ويتزوج الرجل وهو في سن 13 إلى 18 سنة) وبمضي الوقت، عندما يصبحان في سن الثلاثين يكونان قد انتهيا من هذه الحياة.
ولكن الذي يجب أن ندركه في هذا الصدد بشأن الطريقة القاسية التي تنجب هؤلاء النسوة بمقتضاها الأطفال التعساء، أو القدرة الموجودة في الرجل العربي على أن يشفى بعد ضربه أو جلده سبعين جلدة، فأن الرجل الأمريكي أو الأوربي قد يموت على الأرجح في مثل هذه الظروف من جلدة أو جلدتين. إن هؤلاء الناس قد تعودوا على مثل هذه الحياة الوحشية.
والشئ الوحيد الذي يخفف كل هذه القيود وكل هذه الحياة المنخفضة المملة التي يسودها الفقر والعذاب هو الحياة الجنسية السعودية التي تعتبر من النسب العالمية في إنجاب الأطفال وكذلك استعمال المخدرات، وبإمكانك أن تقدر أن 80 بالمائة يموتون والباقي يعيش.
فإذا كنت في بلاد " السعودية " العربية وأقمت هناك مدة مثل ما أقمت فسوف تلمس أن الحكومة قد قررت على أن تجعل الشعب في حالة من التأخر والانحطاط والتعاسة كما هم عليه الآن.
* أين تذهب الأموال * وفيما عدا المدن الكبيرة، فليس هناك مدارس في البلاد، وليس هناك مشروعات لهذه المدارس. وأبناء الملك سعود لهم مدرسون خصوصيون وبينما نجد التعاسة والشقاء يخيمان على عدد كبير من المواطنين في البلاد نجد أن الكماليات الخيالية تسيطر على الحياة الموجودة في القصور الملكية. إن الزيت الموجودة في البلاد يقدر بثلاث أضعاف الزيت الموجود في الولايات المتحدة، وكل هذا الذهب السائل يعتبر ملكا خاصا لآل سعود!.