تعبدوا الله وحده وتقلعوا عن الشرك الذي كنتم عليه وأطلب منكم أن تبايعوني على دين الله ورسوله وتوالون من والاه وتعادون من عاداه في السراء والضراء والسمع والطاعة. ثم جلس فبايعه الشريف عبد المعين ثم المفتي ثم القاضي ثم بقية الناس على طبقاتهم " ثم قال " انتظروني بعد صلاة العصر بين الركن والمقام لأبين لكم الدين وشرائط الإسلام ثم انصرف " فلما " كان العصر اجتمعوا فصعد على ظهر زمزم ومعه المفتي فجعل يعلمه وهو يعلم الناس ويقول: إعلموا أيها الناس أن الأمير سعودا يقول لكم أن الخمر والزنا حرام " إلى آخر ما قال " مما لا يجهله أحد: ثم قال لهم: في غد اهدموا القبب والأصنام حتى لا يكون لكم معبود غير الله.
* هدم الوهابية القبور والقبب بمكة وحملهم الناس على معتقداتهم سنة 1218 * وفي الصباح بادر الوهابيون ومعهم كثير من الناس بالمساحي فهدموا أولا ما في المعلى من القبب وهي كثيرة ثم هدموا قبة مولد النبي " ص " ومولد أبي بكر وعلي وقبة السيدة خديجة " وفي تاريخ الجبرتي " أنهم هدموا أيضا قبة زمزم والقباب التي حول الكعبة والأبنية التي هي أعلى من الكعبة " انتهى " وتتبعوا جميع المواضع التي فيها آثار الصالحين فهدموها وهم عند الهدم يرتجزون ويضربون الطبل ويغنون ويبالغون في شتم القبور ويقولون إن هي إلا أسماء سميتموها حتى قيل إن بعضهم بال على قبر السيد المحجوب " وأما " أهل مكة فمشوا معهم خوفا فما مضى ثلاثة أيام إلا ومحوا تلك الآثار " ثم " نادوا بإبطال تكرار صلاة الجماعة في المسجد وأن يصلي الصبح الشافعي والظهر المالكي والعصر الحنبلي والمغرب الحنفي والعشاء من شاء وأن يصلي الجمعة المفتي " ثم " أمر بإحراق النارجيلات وآلات اللهو بعد كتابة أسماء أصحابها عليها ليعرف من أطاعه ووكل بذلك جماعة من قومه ومنع شرب التتن والتنباك وحمل الناس على ترك الاستغاثة بالمخلوقين وبناء القباب على القبور وتقبيل الأعتاب وغير ذلك مما يرونه بدعة أو شركا " وكان " ينزل من المحصب قبل الفجر ليحضر صلاة الصبح فسمع المؤذنين يؤذنون الأذان الأول ويصلون على النبي " ص " ويقولون يا أرحم الراحمين ويترضون عن الصحابة فقال هذا شرك أكبر ومنعهم منه " ثم " أمر علماء مكة أن يدرسوا عقيدة محمد بن عبد الوهاب المسماة كشف الشبهات فلم تسعهم المخالفة ثم طلب قبائل العرب الذين حول مكة فبايعوه وأخذ منهم