له نذره بخير الدنيا والآخرة ودفع عنه الله به ضرر الدنيا والآخرة فلا يمكن أن يحكم " ص " بأنه لا يأتي بخير.
* الفصل التاسع * * في بناء القبور والبناء عليها وتجصيصها وعقد القباب فوقها وعمل الصندوق والخلعة لها * وهذا مما حرمه الوهابية وأوجبوا هدم القبور والقباب التي عليها والبناء الذي حولها بل جعلوا ذلك شركا وكفرا. وصرح الصنعاني في تطهير الاعتقاد بأن المشهد بمنزلة الوثن والصنم في كلامه المتقدم في الباب الثاني بقوله: إن ما كانت تفعله الجاهلية لما يسمونه وثنا وصنما هو الذي يفعله القبوريون لما يسمونه وليا قبرا ومشهدا وذلك لا يخرجه عن اسم الوثن والصنم الخ. وصرح بذلك الوهابيون في كتابهم إلى شيخ الركب المغربي المتقدم هناك بقولهم: إن ما حدث من تعظيم قبور الأنبياء وغيرهم ببناء القباب عليها وغير ذلك من حوادث الأمور التي أخبر عنها النبي " ص " بقوله لا تقوم الساعة حتى يلحق الحي من أمتي بالمشركين وحتى يعبد فئام من أمتي الأوثان. وزعم الوهابيون أن البناء على القبور بدعة حدثت بعد عصر التابعين. وقال قاضي قضاتهم عبد الله بن سليمان بن بليهد في مقالته التي نشرتها جريدة أم القرى في عدد جمادى الثانية سنة 1345 لم نسمع في خير القرون إن هذه البدعة حدثت فيها بل بعد القرون الخمسة (انتهى). واتبع الوهابية في ذلك قدوتهم وباذر بذور مذهبهم أحمد بن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية التي عنه أخذ وبه اقتدى. قال: ابن القيم على ما حكي عنه في كتابه زاد المعاد في هدى خير العباد (1) ما حاصله: أنه يجب هدم المشاهد التي بنيت على القبور التي اتخذت أوثانا وطواغيت تعبد من دون الله ولا يجوز إبقاؤها بعد القدرة على هدمها وإبطالها يوما واحدا فإنها بمنزلة اللات والعزى أو أعظم شركا عندها وبها يجب على الإمام صرف الأموال التي تصير إلى هذه المشاهد والطواغيت في الجهاد ومصالح المسلمين كما أخذ النبي " ص " أموال اللات وكذا يجب عليه هدم هذه المشاهد وله أن يقطعها للمقاتلة أو يبيعها ويستعين بأثمانها