للزمخشري قالت أم الدرداء حدثني سيدي أبو الدرداء. وفي النهاية في حديث عائشة كان سيدي رسول الله " ص " الخ.
هذا وفي بعض الأخبار ما يوهم عدم جواز إطلاق السيد على غير الله. أورد السيوطي في الجامع الصغير عن الديلمي في مسند الفردوس عن علي: السيد الله وأورد العزيزي في شرح الجامع الصغير عن مسند أبي داود أنه جاء وفد بني عامر إلى النبي " ص " فقالوا أنت سيدنا فقال السيد الله (الحديث). والجمع بينه وبين ما مر باختلاف القصد في معنى السيد أو بأنه قال ذلك تواضعا أي السيد الحقيقي هو الله. وفي النهاية: أي هو الذي تحق له السيادة كأنه كره أن يحمد في وجهه وأحب التواضع " انتهى ". وكذا ما ورد من النهي عن قول السيد: عبدي وأمتي، روى البخاري في حديث (1) ولا يقل أحدكم عبدي، أمتي.
وفي رواية لمسلم لا يقولن أحدكم عبدي فإن كلكم عبيد الله. وفي رواية لأبي داود والنسائي فإنكم المملوكون والرب الله مع قوله تعالى (والصالحين من عبادكم وإمائكم. عبدا مملوكا.
اذكرني عند ربك) فهذه المناهي للتنزيه قصدا للتواضع (وحاش لله) أن يقصد المسلمون من إطلاق لفظ السيد على غير الله تعالى معنى ينافي إخلاص العبادة كيف وهم يعلمون أن ما عداه لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا إلا بأمره تعالى وإرادته وإقداره.
فقول ابن عبد الوهاب وإنما يعنون بلفظ الإله ما يعني المشركون بلفظ السيد افتراء على المسلمين فلا يريد المسلمون الذين سماهم المشركين بلفظ السيد غير ما أريد في الاستعمالات الواردة في كلامه تعالى وفي كلام النبي " ص " والصحابة التي مر نقلها من الرئيس والأفضل ونحو ذلك. أما ما يريده المشركون بلفظ الإله فقد عرفت بما بيناه مرارا أنه يخالف ذلك فراجع.
* الفصل السابع في النحر والذبح * وهذا مما كفر به الوهابية المسلمين ونسبوهم إلى الشرك فزعموا أنهم يذبحون وينحرون للأموات والقبور ويقربون لها القرابين وأن ذلك كالذبح والنحر للأصنام الذي كانت تفعله أهل الجاهلية الموجب للشرك. صرح بذلك ابن عبد الوهاب في كلامه المتقدم في